رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«اضحك الصورة تطلع حلوة».. حكاية أقدم مصوراتي أقصري رحل عن عمر يناهز الـ 82 عاما

فيتو

استيقظ أهالي مدينة الأقصر منذ يومين على خبر وفاة أقدم مصور ورائد التصوير في المحافظة، "نصحى أقلديوس"، عن عمر يناهز الـ82 عاما، بعد أن سطر لهم جميع ذكرياتهم منذ الطفولة، فلا يوجد بيت في المدينة الفرعونية، إلا وذكرياته حاضرة مع هذا الرجل.


ولد نصحي سعيد إقلديوس سعد، في السادس من يناير من العام 1936، بشارع المحطة وسط الأقصر، وأنهى تعليمه الثانوي ليبدأ رحلته مع الكاميرا، حيث كان عاشقا للتصوير منذ بدايته، مما دفعه لدخول قسم التصوير في مدرسته.

اشترى كاميرا من أحد الإنجليز الموجودين في الأقصر، ثم توجه إلى القاهرة، ليقضي فترة معايشة لم تزد عن الـ15 يومًا، في إحدى استديوهات العاصمة، ليتمكن من معرفة عن قرب كيفية احتراف المهنة.

عاد إقليديوس إلى مدينته، وافتتح أول ستوديو للتصوير في الأقصر في العام 1959، بكاميرته الخاصة، والتي كانت من نوع "زايس ايكون"، وحاول تغيير فكرة المجتمع الصعيدي عن الكاميرا والتصوير، والتي كانت تعتبر التصوير شيء من المحرمات وخاصة للنساء، فلهذا كان عليه أن يتجه لتصوير طلبة المدارس ومن تخرجوا من المدارس والكليات.

عمل على تعديل الكاميرا "ماميا" أو الشهيرة بـ"الياشكا"، حيث استطاع جعلها تقوم بتصوير 72 صورة، بدلًا من أن تقوم بتصوير 36 صورة فقط، قبل تصنيع إصدار جديد لها، كما أنه صنع معمل ألوان لتحميض النيجاتيف ألوان بخامات محلية، مما جعل شركة "أجفا AGVA" تقوم بتكريمه، كما كرمته بطريركية الأقباط الأرثوذكس، بعد تصويره لمؤتمر الكنائس الشرقية الأرثوذكسية، والذي انعقد بالقاهرة في فبراير من العام 1966، إضافة إلى كونه مصورًا خاصًا بالوفد الطبي المصري إلى الجمهورية السورية في العام 1975.

وأصبح ابن الأقصر والعاشق للكاميرا المصور الخاص بالدفعات الخاصة بالقوات المسلحة في الأقصر، طيلة 35 عامًا، وكذلك مولد أبي الحجاج الأقصري، وكذلك الليالي الخاصة بالساحة الرضوانية، ودير مارجرجس بالرزيقات، حيث قال في حديث صحفي سابق قبل وفاته "تعاملت مع الجميع مسلمين ومسيحيين، شيوخ ورهبان، لم ألتفت إلى الدين، فأنا مبدئى الإنسان، ولهذا أهتم بأن يخرج بالشكل الذي يحبه".

حافظ نصحى إقليديوس على العادات والتقاليد الخاصة بأسرار الناس الخالدة في صورهم، فكان يمنع أي شخص من دخول المعمل الخاص بالتحميض الخاص به، حتى جعلها الحكمة الدائمة له ولأبنائه، حيث كان يقول لسامح نجله "معمل الألوان الخاص بك، لا بد أن تعلم أنه ممنوع الدخول"، فيمنع على أحد غيرك أن يدخله، حتى أصدقائك، فإن في معملك أسرار الناس الذين استأمنوك عليها، ويجب عليك أن تحافظ على تلك الأسرار، ويجب عليك أن تعلم "إن اللي عينك تشوفه متقولوش".

كان دائما ما يقوم بتشغيل الموسيقى الهادئة في الأستوديو حتى يهدىء القادم إلى التصوير، ويستطيع أن يقوم بتصويره صورة مميزة، حيث يقول عن ذلك :لو أنت رايح لدكتور وهتاخد حقنة هناك هتخاف أكيد، زي كده لما تكون رايح تتصور ملامح وجهك هتبقى مشدودة، عشان كده بحاول أخفف الشدة دي بالموسيقى الهادئة".

كان دائم التجديد فكان يقوم بتصفح صفحات الإنترنت ومواقع التواصل ليكون على دراية كاملة بكل جديد، وكان يعتبره المصورون الأقصريين أكاديمية للتصوير، فالكل تعلم على يديه، كما أنه بارع في إكتشاف المصور المميز من السيء بنظرة واحدة.
Advertisements
الجريدة الرسمية