رئيس التحرير
عصام كامل

«حبيبة» تكشف فضائح «عنتيل أطفال المحلة».. «المتهم» اغتصبها ثلاث مرات مستغلا «صداقة والدها» وهددها: «السكوت أو الذبح».. الجيران: كرر الاعتداء على الأطف

فيتو

طفلة لا يتعدى عمرها السنوات العشر، جسدها النحيل، منحها «رشاقة» الفراشات، «تتمخطر» في شوارع قرية صفط تراب بمركز المحلة الكبرى، تملأ الدنيا بهجة، قبل أن «يكسر نفسها»، ذئب تسلل إلى عائلتها بزعم «صلة القرابة»، أساء مفهوم «العيش والملح»، وحطم كل جميل في حياة الـ«طفلة الفقيرة».


«حبيبة».. عرفت «الذل» مبكرا، أدركت «الدموع» جفونها وهي لا تزال في عمر الزهور، تبدلت ضحكتها إلى «حسرة»، اتخذت من «ركن المنزل» مكانا تختبئ فيه من نفسها، ومن «الوحش» الذي يطاردها، ومن عيون الناس اللي تظن أنها تلاحقها، استحضرت في مكانها كل «العار» الذي سيلحق بها فور اكتشاف ما أصابها بفعل «عنتيل الأطفال».

«عنتيل أطفال المحلة».. عبارة يمكن إطلاقها على «صديق» الرجل الأربعيني، الذي أهمل مهنته «الصيد»، ليصطاد «أطفال الغلابة»، ليغتصبهم، و«يسكتهم» بـ«حفنة من المال»، مستغلا فَقرهم.

لم تتخيل «حبيبة»، التي تنتمي إلى أسرة فقيرة، فوالدها «بائع الليمون»، ووالدتها صاحبة «فرش حلوى الأطفال»، أن «صِديق»، صاحب والدها، الذي أضفى عليه السن شيئا من الوقار «المزيف»، سيكون هو سبب «ذُلها»، تعاملت معه بمنطق الأب، نظرا لوجود صلة قرابة، وكثرة تردده على منزلهم، الوالدين أيضا استأمناه على طفلتهما، ولم يَستفيقا إلا على «فضيحة».

«مشيرة مسعد» والدة «حبيبة»، روت لـ«فيتو»، تفاصيل القصة المأساوية، «حبيبة صرخت في وجهي رافضة الذهاب إلى المصيف السنوي في سيارة "صِديق" عندها شعرت بقلق وسألتها "في إيه يا حبيبة"، حينها كشفت السر الكبير التي كانت تخفيه الطفلة خوفا منه، وسردت ما حدث تفصيلًا، وأنه اغتصبها ثلاث مرات».

الطفلة كشفت للأم أن «المرة الأولى كانت في "العشة"، والثانية في زراعات "الذرة" والثالثة "بأرض زراعية"، وهددها أنه سيَذبحها بالسكينة في حال افتضاح أمره»، «الأم» لم تتوانَ فور سماعها حديث طفلتها، وأسرعت بالكشف عليها عند الطبيب الذي أكد الواقعة، وأنها تعرضت للاعتداء بوحشية، مما أدى إلى حدوث التهابات، وتم عرضها على الطب الشرعي لإعداد تقرير بحالتها.

استكملت الأم حديثها وهي تمسح «دموع طفلتها»، «أنا عايزاه يتقطع قدامي عشان أستريح»، مؤكدة أنها منذ فترة تشعر بشيء غريب ينتاب «الطفلة» عندما تجده في المنزل، وإصراره المستمر على أن تكون «حبيبة» برفقته في جميع الأماكن، حتى إنها في إحدى المرات صرخت في وجهه وأقسمت أنها لن تذهب معه رغم إصراره الشديد، وشكت لزوجها بما يدور بداخلها، لكنه لم يأخذ كلامها بعين الاعتبار، لأنه مثل والدها فلم يخطر بباله أن يخون «العيش والملح» ويعتدي على حرمة بيته ونجلته ويسبب لها حالة نفسية سيئة، وتحلم به يقتلها في منامها.

من جانبه أوضح «أحمد مسعد» خال الطفلة، أنه «عندما علم بالكارثة طار عقله، ولم يشعر بنفسه حتى ذهب إلى منزل "صديق"، وأشعل النيران فيه، متمنيًا وجوده حتى ينتقم منه، لكنه هرب خوفًا على حياته بعد افتضاح أمره».

وأكد «مسعد» أنهم علموا أن واقعة «حبيبة» ليست الأولى له، بل كان هناك أطفال آخرين تم اغتصابهم والتصالح مع أسرهم بمقابل مادي، مستغلًا حاجتهم.

وأكمل الأب «صلاح شيحة» الحديث بصوت خافت ومكسور غير واضح:، «منه لله وحسبي الله ونعم الوكيل.. كنت معتبره أخ يدخل المنزل ويجلس معايا بالساعات كإنسان طبيعي ولم أشك به لحظة عندما كان يتعامل مع "حبيبة"، لأنه أب وجد لأطفال في مثل سنها»، مؤكدًا أنه في انتظار تحقيق العدالة بعد القبض عليه، ولن يكفيه إلا الإعدام.

وناشد أحمد درويش، أحد أهالي القرية، فاعلي الخير والمحامين أن يقفوا بجوار "حبيبة" حتى عودة حقها لأن والدها حالته المادية لا تسمح، ومصدر رزقه الوحيد من بيع الليمون، ولا يستطيع الإنفاق على القضية، حتى لا يكونوا عرضة للابتزاز من قبل المتهم.

كان اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية تلقى إخطارا من قسم مركز المحلة الكبرى بورود بلاغ من "صلاح شيحة" يتهم فيه "صديق عطية يحيى" بالاعتداء الجنسي على نجلته وحرر محضرا رقم ٤١٧٥٦ جنايات.

وتم نقل الطفلة إلى المستشفى العام لتوقيع الكشف الطبي عليها وعرضها على الطب الشرعي، وتم عرض المتهم بعد القبض عليه إلى نيابة مركز المحلة التي أصدرت قرارها بحبس المتهم ١٥ يوما على ذمة التحقيقات.
الجريدة الرسمية