رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة شاب دخل «أورام المنصورة» لخلع ضرس فخرج بدون فك سفلي.. والمركز يرد

فيتو

أثير مؤخرا على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قصة رضا الونش ابن قرية ميت مزاح التابعة لمركز المنصورة بالدقهلية الذي أجري له عملية جراحية لاستئصال ورم بالفم بمركز أورام المنصورة، وبعدها ساءت حالته واتهم الكثيرون المركز بالتقصير في علاجه والتسبب في تدهور حالته.


وسردت أسرة الشاب بداية مأساته قائلة:"توجه رضا لمستشفى الأسنان لخلع ضرس فاكتشف الأطباء وجود ورم سرطانى صغير أسفل الضرس وقاموا بتحويله لمسشتفى الأورام، وبدأت رحلة العذاب.

وتابعت:"استقبل رضا طبيب يدعى شادى وأكد أن الورم يمكن علاجه بالكيماوى لكن من الأفضل التدخل الجراحى، وأقنع المريض بإحضار الطلاب لكون حالته من الحالات النادرة وأنه سيقوم بإستئصال الورم الصغير، وأقنعه الطبيب بأن الموضوع سهل وجراحة بسيطة وأنها ستكون رسالته في الدكتوراة".

وأشارت الأسرة إلى أن الطبيب استأصل الفك السفلى بالكامل وجزءا من اللسان وقام بأخذ عضلة الفخذ الأيمن وقام بعمل ترقيع بها، ولكن العملية لم يكتب لها الله النجاح، وأخذ جرح رضا يكبر ويزيد يوما بعد يوم، فقام الطبيب بأخذ جزء من الرقبة للترقيع مرة أخرى.

واستطردت الأسرة:" ازدادت حالة رضا المرضية سوءا وظل بالعناية المركز لمدة أسبوعين، وقام المستشفى بإخراجه وطالبوه بالعودة بعد مرور شهر لأن طبيبه المعالج سافر إلى إنجلترا لتحضير رسالة الدكتوراة، وبدأ الورم في التفحل، وبرغم من زيارته للمستشفى لأكثر من مرة إلا أن رد الأطباء هو أنه مجرد التهابات وستنتهى ويصبح الجرح طبيعيا ويلتئم، وبعد أن وصل الورم لدرجة غلق الشعب الهوائية وعدم قدرة رضا على التنفس فقرر زيارة طبيب خاص ويعمل بنفس مركز الأورام والذي كان رده أن هذا ورم سرطاني وزاد وتفحل، وتعجب الطبيب قائلا للمريض وأسرته "هو ماحدش قال لكم عالعلاج الكيماوى أو النووى بعد العملية". 

وأكدت أسرة المريض أنه محجوز بالمستشفى دون حل وعجز الأطباء عن علاجه وردهم الوحيد السفر للخارج هو الحل.

وناشدت أسرة المريض الدكتور محمد القناوى رئيس جامعة المنصورة للتدخل ووضع حل لحالة رضا المرضية، ووزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور خالد عبدالغفار للتدخل لإنقاذ ابنهم.

ومن جانبه أصدر مركز أورام جامعة المنصورة بيانا يشرح فيه ماتم من إجراءات ورعاية طبية للمريض:

وقال المركز في بيانه:"تابعت أسرة مركز الأورام جامعة المنصورة بانزعاج شديد بعض المنشورات المتواجدة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي والتي تخص أحد المرضى الذين يشرف المركز بعلاجهم بما يحمل تشهيرا بأحد الأطباء أبناء المركز، وبما يطعن في الخدمة الطبية المقدمة لمرضى المركز".

وتابع:"نوضح أمام الرأي العام الحقائق التالية: حضر المريض ر.ر.ع 36 سنة والمقيم بإحدى القرى المجاورة لمدينة المنصورة أول مرة إلى مركز الأورام في شهر فبراير من العام الجاري 2018 يعاني من ورم سرطاني متقدم بتجويف الفم، وتم إجراء كافة التحاليل اللازمة للمريض وعمل الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي والموجات الصوتية بالمركز والتي أظهرت امتداد الورم السرطاني لإصابة جزء من الفك واللسان وبطانة الفم وعضلات تجويف الفم بالإضافة إلى العقد الليمفاوية بالرقبة مما دل على أن مرحلة الورم السرطاني متأخرة.

وأضاف:"تمت مناظرة المريض بوساطة أعضاء هيئة التدريس من كافة التخصصات الطبية وتلا ذلك القرار بتحضير المريض للتدخل الجراحي بعد شرح تفاصيل العملية الجراحية بالكامل والتي تشمل استئصال الورم السرطاني بالكامل مع كامل الأنسجة المصابة بحيز أمان من الأنسجة الطبيعية وكذلك استئصال العقد الليمفاوية بالرقبة ثم إعادة تكوين بطانة الفم باستخدام ما يعرف بالرقعة الحرة من الفخذ وهي عملية جراحية شديدة الدقة، وتم شرح تفاصيل الجراحة للمريض مع كافة مضاعفاتها المحتملة في إقرار مكتوب ومعتمد من المريض قبل إجراء الجراحة".

وأردف المركز:"أجريت الجراحة يوم 20 فبراير 2018 بواسطة فريق جراحي تخصصي من أساتذة جراحة الأورام وأساتذة جراحة الأوعية الميكروسكوبية وتم إجراء تحليل باثولوجي أثناء العملية للتأكد من خلو حيز الأمان حول الورم السرطاني من أي إصابة وهو ما يعني نجاح استئصال الورم السرطاني بالكامل، وتم وضع المريض تحت المتابعة الدقيقة بالمركز على مدار اليوم لمدة سبعة عشر يوما حتى احتاج إلى تدخل جراحي جديد يوم 10 مارس 2018 لاستبدال الرقعة الحرة بأخرى موضعية لإعادة تكوين بطانة الفم تم بقاء المريض بوحدة الجراحة بالمركز وتلقى كافة العلاج اللازم لحين تحسن حالته الصحية".

وأوضح المركز أن التحليل الباثولوجي النهائي أظهر سلامة حيز الأمان إلا أنه كذلك أظهر كبر حجم الورم السرطاني كما كان ظاهرا في تقارير الأشعة وكذلك إصابة العقد الليمفاوية وهو ما دل عن أن الورم السرطاني في مرحلة متأخرة جدا "نهاية المرحلة الثالثة" التي تعني وجود احتماليات عالية جدا للارتجاع والانتشار حتى بعد الاستئصال الكامل.

وتابع:"أظهر أحد الفحوصات التي أجريت للمريض أثناء متابعته بالمركز وجود كتلة مشتبه بها في منطقة أعلى الرقبة وتم أخذ عينة تحت الموجات الصوتية والتي أفادت بحدوث ارتجاع للورم السرطاني وذلك في نهاية شهر أبريل 2018، كما أظهرت الأشعة المقطعية المجراة للمريض لتقييم حجم الارتجاع وصوله إلى المنطقة المجاورة للبلعوم وإحاطته للشريان السباتي وكذلك الوريد الوداجي وهو ما استدعى البدء في تلقى العلاج الكيماوي بشكل عاجل وهو ما تم بالفعل".

وأشار المركز إلى أن المريض تلقى بالفعل جرعتين من العلاج الكيماوي تحت إشراف أستاذة طب الأورام بالمركز وتم حجزه قبل وبعد الجرعات لتلقي العلاج وإجراء الفحوصات اللازمة بما يلائم حالته الصحية، والمريض لا يزال حتى الآن محجوزا بالمركز ويتلقى كافة الرعاية الطبية والصحية المطلوبة له.

واختتم المركز بيانه قائلا:"المريض يشرف بخدمته وبخدمة كافة مرضى الأورام دون تمييز أو تفرقة، وكافة بيانات المرضى وفحوصاتهم مسجلة ومحفوظة على نظام إلكتروني متاح للأطباء وكذلك للمرضى وذويهم وهو نظام غير قابل للتعديل ولا التغيير وتدون عليه الأحداث والوقائع في وقت حدوثها بشكل يومي".

الجريدة الرسمية