رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

من مقاهي وسط البلد.. كيف تابعت الجاليات الأجنبية نهائي المونديال

فيتو

لا صوت يعلو فوق صوت لقاء منتخبي فرنسا وكرواتيا في نهائي مونديال كأس العالم 2018، والذي بدأ منتصف شهر يونيو الماضى واستضافتها الأراضي الروسية، وأسدل الستار عليه اليوم، بعد مرور 32 يوما، شهدت كرة القدم خلالها تقديم كل مفاهيم ومعاني الكرة الحديثة، وقدم لاعبو كل منتخب ما يحلو لهم من لقطات فنية رائعة، وتسديدات وأهداف جنت جنون المشاهدين.




حواري القاهرة استعدت في ثوب جديد لاحتضان نهائي أكبر عرس كروي يشهده العالم كل 4 سنوات، فأصحاب المقاهي والعمال وضعوا الرتوش الأخيرة لكيفية الاستعداد لمشاهدة مباراة الديوك والكروات، في حدث لم يحدث كثيرا، وقد لا يحضره البعض في نسختها القادمة، والتي ستقام في دولة قطر 2022.



الوجوه تغيرت والجنسيات تبدلت، والمقاهي مقاعدها شغلها أبناء القارة العجوز، فتوزعوا هنا وهناك، يحتسون كوبا من الشاي.. رفعوا أعلام دولهم وحملوا مقتنياتهم، وتوجهوا بها إلى أقرب مقهى بشوارع القاهرة.. الكل أخذ مكانه يتحدثون فيما بينهم عن الفريق الأقرب للفوز.. لحظات ودقائق تمر والمباراة تقترب من الانطلاق.. القهوجي يعلن عن امتلاء المقهى عن آخرها، الجاليات الأجنبية تسيطر على المقهى، منهم الفرنسى والكرواتى والإنجليزي والروسي حتى مقاعد المقهى لم تخل من بعض أصحاب الجنسيات الأسيوية.



الساعة تدق الخامسة مساء؛ ليطلق معها الأرجنتيني نيستور بيتانا صافرة البداية؛ ليعلن معها انطلاق أول دقيقة من مباراة فرنسا وكرواتيا، والتي يشهدها ملعب لوزينكي بالعاصمة الروسية.. المشجعون الفرنسيون يملأون معظم مقاهي وسط البلد، وسط غياب تام للجالية الكرواتية، فيما حرص العشرات من الجنسيات المختلفة الأخرى في الاختلاف حول التشجيع، فمنهم من اختار الديوك، باعتباره صاحب الحظوظ الأكثر في الفوز، نظرا للحالة الفنية الكبيرة التي يعيشها لاعبوه، فيما فضل البعض الآخر اختيار تشجيع الكروات باعتباره الحصان الأسود في البطولة، والذي قدم مباريات كبيرة، وقدم خلالها كرة من النوع الحديث، لم تقدر بعض المنتخبات الكبيرة على تقديمها.





حالة من التوهان عاشتها الجاليات الأجنبية على المقاهى نتيجة لصوت المعلقين الجزائري حفيظ دراجي والتونسي عصام الشوالي، ومع مرور الدقائق، طالب بعضهم بضرورة تغيير أصوات المعلقين إلى اللغات الأجنبية، باعتبارها النقطة التي أثرت على مشاهدتهم للمباراة.. بعض المشاهدين المصريين والذين يتمتعون بالقدرة على التحدث باللغات الأجنبية تطوع وقام بترجمة بعض الجمل الذي يشتهر بها المعلقون.



في الدقيقة 18، النيران الصديقة تهدي فرنسا هدف التقدم، بعدما أحرز ماريو ماندزوكيتش عن طريق الخطأ هدفا في مرماه، حينها تسرب شيء من الخوف إلى نفوس المحبين والمشجعين للمنتخب الكرواتي، معتقدين وقتها أن منتخب الديوك سينهي المباراة بنتيجة كبيرة.. يمر الوقت ويتعادل الكروات ليطير الحاضرون فرحا بالهدف، مدعومين بمشجعين مصريين تعاطفا مع الكروات.. الشوط الأول قارب على الانتهاء وجميع المشجعين اقتنعوا بالنتيجة، وخلالها طالبوا جميعا الحكم الأرجنتيني بضرورة إنهاء الشوط الأول دون خسارة أحد، إلى حين أن يعودوا في الشوط الثاني، ويكون وقتها لكل حدث حديث.



حالة من الدهشة أصابت مشجعي ومحبي المنتخب الكرواتي، بعد استقبال 3 أهداف دفعة واحدة، جعلتهم يتحدثون فيما بينهم وحال تعبيرات وجههم تتساءل عن الانهيار الذي أصاب الفريق.. بعض المشجعين الكروات بدأوا يدخلون في حالة بكاء تام، بعدما تأكدوا من أن كأس العالم لم يصبح في جعبتهم، لم يجد وقتها أصدقاؤهم والحاضرون سوى مواساتهم.





80 دقيقة تمر من عمر اللقاء، فرنسا تتقدم بأربعة أهداف مقابل هدفين للكروات، أبناء ومحبي كرواتيا بدأوا ينسحبون من المقاهي، بعدما اقتربت نهاية المباراة.. أبناء الجالية الفرنسية يحتفلون، ينتظرون لحظة يعودون فيها إلى مسقط رأسهم في باريس؛ للاحتفال مع ذويهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية