رئيس التحرير
عصام كامل

«المعجزة» محمد عبد الرحيم تحدى الإعاقة والفقر وحصل على 92% في الثانوية

فيتو

هنا التحدي.. هنا الأمل من الألم.. هنا "المعجزة " رغم كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة بقدمين لا تقدران على السير وأصابع أتعبتها المرض لا يعمل منها سوى أصبعين يعيش بمنزل بلا نوافذ ولا أبواب ولا حتى سقف، لكن "محمد عبد الرحيم طه طه" ابن محافظة البحيرة، الطالب الحاصل على 92% في الثانوية العامة، تحول إلى حديث العالم بصموده وكفاحه.


فمن دمنهور إلى قرية باغوص التابعة لمركز أبو المطامير بالبحيرة، 70 كيلو مترًا بين مطبات وطرق ممهدة وأخرى غير ممهدة انتقلت عدسة "فيتو" لتفاجأ ببيت بلا سقف، بلا أبواب ولا نوافذ، بلا كهرباء ولا ماء ولا صرف صحي، بلا طريق ممهد، بلا أي خدمات، حيث يسكن " محمد عبد الرحيم طه طه" ليُقابلك بابتسامة مع والده وزوجة أبيه التي أصبحت أمه بعد وفاة أمه، شاكرًا فضل الله عليه لما أتمه عليه متمنيًا أن يكون ابنا بارًا بوالديه وقريته.

يقول الحاج "عبد الرحيم" والد محمد الذي يعمل بالصحراء، عندما مرضت والدته طلبت مني الزواج لرعاية نجلي إن أصابها شيء، وعندما توفيت رزقني الله بأربعة أشقاء لمحمد، ليكونوا عونًا لمحمد عندما يكبر، وأصبحت زوجتي أمه الثانية، ابنة الأصول التي لم تشتك يوما رغم ضيق الحال، إلا أنها شاكرة صابرة محبة لمحمد وأخوته.

مؤكدًا أن محمد إنسان مكافح رغم كونه يجلس في منطقة بلا أي خدمات لا كهرباء ولا ماء ولا صرف صحي إلا طلمبة ماء أقامتها جمعية دار البر الإماراتية لكي نغسل منها الأواني وما إلى ذلك، أمام المنزل الجديد بالأرض التي تبرع بها أحد الأهالي بمساحة 70 مترًا لمحمد، إلا أن محمد رغم كل هذه الظروف استطاع أن يفعل ما عجز عنه الكثيرون من الأصحاء.

يضيف "والد محمد" ابني منذ نشأته متفوقًا رغم ظروفه وكان له حلم وطموح ويسعى لطموحه بكل جد واجتهاد وبلا يأس، واختبار ذكائه الذي تم عن طريق طبيب التأمين الصحي بكفر الدوار، أثبت أن نسبة ذكاء محمد 86 وهي نسبة عالية جدًا، ولو أتيحت له الفرصة لأن يكون في وضع أفضل ببيت مجهز وبه سقف، وكهرباء.

مضيفًا "رغم ظروفنا التي تراها ومرضي في القلب أخشى أن أصاب بشيء فـيتبهدلوا من بعدي" أتمنى أن يكون له مواصلة "سيارة مجهزة" وأن يتم سقف المنزل على الأرض التي تبرع له بها أحد أهلي الخير ليكون منزلًا له، بعد أن تم بيع المنزل الذي كانوا يستأجرونه وإقامة نوافذ وأبواب ولا حتى أثاث يحميهم من الآفات والفئران وهطول الأمطار في الشتاء الذي اقترب.

مطالبًا محافظ البحيرة ورئيس جامعة دمنهور لمساعدة "محمد" كي يحقق حلمه بعد أن حرمه المرض أن يكون مثل زملائه الذين يستطيعون السير والسفر والحركة، خاصة أنه مصاب بسيولة الدم وجسده لا يتحمل أي خبطة، وهناك خياطة بجسده بأكثر من 70 غرزة من أول ذراعة إلى آخرها، فهو لا يتحمل السفر وحده، ولا الاحتكاك ولا المشاجرات، أتمنى أن يجد غرفة طابق أرضي وأن يحنو قلب أساتذة الكلية التي سيلتحق بها عليه وأن يُريحوه من السفر يوميًا.

تضيف "زوجة والد محمد" أن أكثر المشكلات التي قابلتها في فترات دراسته في الذهاب للمدرسة بالكرسي العادي قبل أن يصله الكرسي المجهز، ومحمد ابني وليس ابن زوجي، فهو مثل إخواته بل أكثرهم طيبة وقلبًا نقيبًا.

من جانبه يقول "محمد" إنه كان يذاكر من الصبح حتى المغرب، وكان ينتقل إلى المدرسة عبر "توك توك" يكلف الأسرة يوميًا 40 جنيهًا، بالإضافة إلى الدروس التي تلقى منها 3 فقط، لظروف والده الذي يحاول جاهدًا أن يقدم له كل ما يملك حتى يحقق حلمه، يضيف "الطريق صعب ومؤلم جدا... وأحلم بإكمال دراستي الجامعية وأن أصبح أستاذًا بالجامعة سواء في كلية الآداب أو التجارة، حسب التنسيق لكنني أتمنى التجارة حتى أصبح محاسبًا".

يضيف "محمد" أحب أن أوجه شكري للمقدم ماجد الحبشي، رئيس مباحث مركز أبو المطامير وكل العاملين بمركز الشرطة، يتابع "قال لي لو احتجت أي شيء أو إن أذاك أي شخص كلمني على طول" ومدير مستشفى دار الشفاء والحاج أحمد سعدون محفرش احسن عالم فهم يحبوني جدًا وإن شاء الله أصل إلى حلمي وأشرف والدي وأشرف من يحبونني".

وقال "يوسف متولي" صديق محمد، إنه يمثل لهم الخير والحب فالجميع يحبه معتبرًا محمد نموذجًا مكافحًا وصامدًا، فكنا عندما نزوره نجده يذاكر، رغم الظروف المحيطة به.
الجريدة الرسمية