رئيس التحرير
عصام كامل

سعيد صادق أستاذ الاجتماع السياسي: هناك قوانين تصدر لـ«دلع» فئة من الشعب وإرهاق أخرى

فيتو

>> الطبقة الوسطى كالغريق وسط المحيط
>> مصر في المرتبة 36 بـ«الدول الهشة»!
>> الموظف يتعامل مع المواطن طالب الخدمة بمبدأ “اللى اطّلعه من جيبه كله فايدة”

>> عدم وجود قاعدة بيانات يهدر ملايين الجنيهات.. والدعم المقدم يصل لغير مستحقيه


انتقد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، ما وصفه بغرق أجهزة الدولة في الروتين والبيروقراطية، مشيرا في حوار ضمن سلسلة حوارات "الصوت الآخر، معارضة من أجل الوطن" التي تجريها "فيتو" مع المفكرين والسياسيين والاقتصاديين إلى أن الحكومة لم تقم بما عليها في تدريب موظفيها أو تجديد الدماء داخل المصالح الحكومية، مشددا في الوقت نفسه على أن أغلب الموظفين يتعاملون مع طالبي الخدمة من المواطنين بشكل لا يليق، وكل ما يعنيهم كيف يحصلون منهم على أموال بطرق غير قانونية لتخليص الخدمة.

وإلى تفاصيل الحوار:  

*مصر اقتصاديا إلى أين؟
مصر تعانى مشكلة اقتصادية، كما أن مؤشرها ضعيف، والفترة الماضية الوضع الاقتصادي لمصر لم يتحسن بل ازداد سوءًا على سوء، وذلك بسبب أننا ندير الأمور بنفس الطريقة القديمة، ولا نريد أن نطور آلياتنا ولا نفكر خارج الصندوق.

وبعض المصريين أصبحوا لا يثقون في أجهزة الدولة بسبب تفشي البيروقراطية، فعقليات الموظفين ما زالت كما هي، ولا يوجد أي مواكبة للتطور أو التقدم، والمصريون قاموا بثورتين، ولم يقوموا بثورات على أنفسهم ولا على طريقة تفكيرهم في المستقبل ولا على طريقة تربيتهم لأبنائهم.

*من الذي يتحمل مسئولية غرق الجهاز الإداري في الدولة في البيروقراطية والمركزية؟
خطأ ذلك يقع جزء منه على الحكومة والجزء الآخر على الموظفين الذين اعتادوا الجلوس على المكاتب دون "لا شغلة ولا مشغلة"، فخطأ الحكومة يتمثل في عدم التوجيه والتدريب باستمرار، وضخ الدماء الجديدة والتشجيع، وإرسال البعثات لاكتساب الخبرات من الدول الأجنبية، كما كان يحدث في الماضي.

*ما تداعيات برنامج الإصلاح الاقتصادي على المواطنين؟
الأوضاع الاقتصادية الحالية بالطبع تضغط وبلا هوادة على المواطنين، والطبقة الوسطى أصبحت كالغريق الذي يتعلق بالقشة في وسط المحيط، والكل مشغول بتدبير قوت يومه.

*كيف ترى موقع مصر دوليا؟
رغم كل ذلك فإن مصر دولة قوية وقادرة على التغيير، فمصر ليست دولة صغيرة ولا ضعيفة ولا قليلة الحيلة ولا محدودة التأثير، بل هي تستطيع التغيير لو أرادت، وأن تعيد تشكيل الموازين”.

وهناك 178 دولة بمؤشر الدول الهشة، وتقع مصر في المرتبة الـ36، وذلك يعد مأساة وطامة كبرى،، ولا أدرى لماذا لا نعي ذلك ونتحرك وننتشل أنفسنا من القاع”، فضلًا عن ترتيبنا الـ161 بمؤشر حرية الإعلام.

*تحدثت عن غياب قاعدة بيانات في مصر لكي يصل الدعم لمستحقيه؟
نعم، ما زلنا نعاني حتى الآن عدم وجود قاعدة بيانات تشمل كل الفئات مما يهدر على الدولة أموالًا طائلة، بسبب وصول الدعم لغير مستحقيه، وذلك تفصيلًا وليس إجمالًا، فكم من حكومة أتت ونادت أنه ليس هناك قاعدة بيانات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا توجد قاعدة بيانات واضحة حتى الآن؟! ولماذا دائمًا نشجب ونلقي باللوم على سابقينا دون أن نأخذ خطوة للأمام أو نفعل شيئا لأولادنا ولأحفادنا في المستقبل، بل إن الموظف يتعامل مع المواطن طالب الخدمة بمبدأ “اللي اطّلعه من جيبه كله فايدة”.

*كيف ترى روشتة الإصلاح من وجهة نظرك؟
حتى الآن الحكومة لا تُشرك المواطن في عملية الإصلاح، وما زالت هناك فجوة وهوة كبيرة بين المواطن والحكومة، وهناك قوانين تُصدر “لدلع” فئة من الشعب، وإرهاق فئة أخرى، ومصر من المفترض أن تكون دولة مؤسسات، لأنها بلد ليست فقيرة، بسبب ما تمتلكه من موارد طبيعية، وآثار ضخمة لم نحافظ عليها، فضلًا عن قوة الأيدي العاملة التي لا نجيد استغلالها حتى الآن، وعلى الرغم من أن جميع الدول المتقدمة اعتمدت في تقدمها على الأيدي العاملة، فإننا لا نجيد استخدام ما يتوافر لدينا من موارد، وهناك سوء توزيع للثروة في بلادنا، والبيانات متوفرة التي توضح الخلل الكبير والفادح في توزيع الدخول خاصة بعد موجة الإصلاح الاقتصادي، التي عصفت بالطبقة الوسطى في المجتمع، وأطالب بتبنى مشروع قومي، والاهتمام برفع شأن الفقراء والتخطيط للمستقبل وتمكين الشباب الواعد، فضلًا عن الاهتمام بتدريب الموظفين وثقلهم بكامل المعرفة حتى يتم مسايرة ركب التطور والتقدم.


الحوار منقول عن بتصرف النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية