رئيس التحرير
عصام كامل

«صناعة الأصنام».. الدعاة الجدد!


أين المشكلة إذن؟ هل أن هناك من عرض سلعة في الأسواق أم أن هناك من اشتراها؟ ثم اشتراها مرة أخرى وثالثة ورابعة وكان كل مرة هناك من يحذره ويقول له "لا تشتري" ومع ذلك لم يصغ أحد ولم ينتبه أحد!


هؤلاء.. وقد صنعناهم من هوانا ومن جنوننا وأحيانا - ونعتذر بشدة- من "استغفالنا" فعلي من اللوم اليوم؟ من باع ووجد تجارة رابحة أم من اشتري ثم اشتري واشتري؟!

أزمة الدعاة الجدد تعكس وبصراحة شديد إصرار من الكثيرين على "التغفل" واعتياد التمسك بالشكليات وتغليب المظهر على الجوهر، وتقديم الذاتي على الموضوعي، فلو سألنا وبشكل مباشر: ما الجديد الذي جاء به كل من يطلقون على أنفسهم أو اطلقنا عليهم "الدعاة الجدد"؟

هل لارتدائهم زيا عصريا؟ هل كان اختلافنا على شكل ونوع الزي أم كانت أزماتنا كلها أن هناك أسئلة تجد وتزداد كل يوم تبحث لنفسها ونبحث لها عن إجابات في الشرع، ولا نجد رغم أن الإجابات موجودة لسماحة الدين وتجدده لكن يأبي رجال الدين ذلك لتحجرهم هم وليس الإسلام العظيم؟!
هل قدم داعية واحد من هؤلاء ما تسعي إليه الأمة كلها منذ عقود بل وقرون وهو "الفقة الجديد"؟ أم أن كل خطبهم ودروسهم عن القصص القرآني أو قصص من التراث تحمل حكما وعظات و لا تحمل إجابات ضرورية عن أسئلة ملحة؟!

بكل أسي ما جاء به الواحد منهم جاءوا به جميعا.. لا جديد ولا مستجد.. وبينما قدم علماء أجلاء آخرون حياتهم بحثا عن أسرار القرآن الكريم وإعجازه وكونه صالحا لكل عصر مذهلا على الدوام تركناهم بل ومنهم من جلدناه بسيئ القول وباتهامات مصدرها السلفيون والإخوان!

الدعاة الجدد.. أغلبهم.. صنعناهم بأيدينا وصدقناهم وصدقنا معهم.. إلا أن هؤلاءـ من نقصدهم ونعنيهم - لم يكونوا على مستوى الصدق الذي تأملناه منهم والمدهش: أنه كلما ظهر منهم واحد اتبعناه.. على أمل أنه "جديد ومختلف" وليس على أمل أنه "مجدد ومجتهد" لنكتشف الحقيقة بعد فترة ونعض على الأنامل من الغيظ، ولنكرر الدورة عند ظهور داعية جديد.. ونسأل مرة أخرى ربما في الاعتراف- الذي هو سيد الأدلة- الإجابة الصريحة والصحيحة وهو: أين المشكلة إذن؟!
الجريدة الرسمية