رئيس التحرير
عصام كامل

ثقافة القطيع !


صباح اليوم، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى خبر مجهول المصدر يفيد الإفراج عن رئيس مصلحة الجمارك الذي اتهم بتلقي رشوة، بل وتقديم الاعتذار له بعد أن ثبتت براءته، وتبين زيف الاتهام الموجه له.. والمثير أن هذا الخبر تناقله كثيرون دون أن يتريثوا بعض الوقت للتأكد من صحته.. بل إن منهم من علق على هذا الخبر بتوجيه الانتقادات لمن اتهم الرجل بهذا الاتهام الفظيع.. والأكثر منه أن هناك صحفيين شاركوا في ذلك كله، بل واعتبروا نقلهم هذا الخبر بدون تحقق أو تأكد من صحته نوعا من الانفراد الصحفي.


والغريب أن ذلك كله بينما كانت هناك مواقع إخبارية تنشر التجديد من قبل النيابة لرئيس الجمارك بالحبس لنحو ١٥ يوما جديدة!

وأنا هنا لست بصدد أمر هذا الخبر وحقيقته، ولكننى أرصد كيف تناقله البعض، ومنهم صحفيون، دون التريث للتأكد من صحته.. لقد سارع هؤلاء بزهو ترويج الخبر ولم يكلفوا أنفسهم ليس التحقق من صحته، وإنما مجرد الانتظار حتى تتبين صحته.. وهذه تحديد "ثقافة القطيع" التي تجعل كثيرين يسيرون في اتجاه رسمه البعض لهم دون أن يتبينوا إن كان هذا هو الاتجاه الصحيح أم لا.

هذه هي واحدة من أهم مشاكلنا المجتمعية، وهى مشكلة لم تقتصر على المواطنين العاديين فقط، وإنما للأسف أصابت حتى النخبة، وأصابت أيضا صحافتنا وإعلامنا.. ألم نقل كثيرا إننا بالفعل نحتاج لإعادة بناء الإنسان المصرى بأعمال جادة حقيقية في شتى المجالات وليس بأعمال شكلية على غرار ما فعلت معالى وزيرة الصحة..
الجريدة الرسمية