رئيس التحرير
عصام كامل

أشرف زهران يكتب: المحامون.. بأي ذنب قتلوا

فيتو

في عالم أصبح مليئا بالجريمة وفي مجتمع اعتيد فيه سماع أخبار القتلى وفي أرض فاضت فيها بحور الدم يقف على شاطئها المحامون يحدقون إلى دماء زملائهم تجري أمامهم وأعينهم تفيض دمعا،يتساءلون بأي ذنب قتلوا.


قالوا إن المحاماة مهنة البحث عن المتاعب ولكن هل تصل متاعب المهنة بصاحبها إلى الهلاك والقتل في أماكن كسب الرزق هل يكون العمل بالمحاماة ذلك العمل المدني محفوفا بالمخاطر لأن ترمل زوجاتهم وييتم أبناؤهم ولماذا يقتلون لكونهم قسموا يمين بأداء المهنة بالأمانة والشرف والحفاظ على الحق ونصرة أهله ورد المظالم إلى أهلها بعدما سلبها منهم الظلمة المعتدون مستعينين على ذلك بالقانون. 

وإذا كان القانون نصوصا يُحفظ بها حقوق المواطنين فلماذا لا يحفظ أرواح من يتلونه أمام مجالس الفصل في الدنيا، لماذا لا يكون لهم حق الدفاع عن أنفسهم ولو بترخيص سلاح للحد من بطش أعداء الحق والعدل،فلطالما طالب المحامون بمثل هذا أسوة بغيرهم ممن لهم نفس طبيعة العمل ولطالما أيضا يتساءلون لماذا الرفض، فبعد صدور قرار من محكمة القضاء الإداري بتصريح حمل سلاح لمحامي، الأمر الذي اعتبره المحامين انتصارا لهم، تم نقض القرار ووقف التنفيذ بحجة عدم وجود الحاجة إلى حمل السلاح للمحامي، ولكن بعد حادث مقتل محامي الإسكندرية الأخير تجددت المطالب بقوة بضرورة تأمين المحامي لحماية أوراقه ومستنداته التي قد تحمل في طياتها دلائل إدانة لفئة لطشت أيديهم بالظلم وبالدماء لا يعرفون حلالا من حراما لا يكتفون بسلب الحق فقط بل بسلب أرواح من يقفون دفاعا عن الحق. 

أرواح وهبت نفسها للدفاع عن العدل وتمر الأيام ويظل الوضع على ماهو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى الله بالحفظ فالله خيرا حافظا وهو ارحم الراحمين
الجريدة الرسمية