رئيس التحرير
عصام كامل

«قنبلة المعبر».. إسرائيل تورط مصر في أزمة غزة

فيتو

قرر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين الماضي، إغلاق معبر "كرم أبو سالم" التجاري مع قطاع غزة، تحت مزاعم أن القرار جاء نتيجة تواصل إطلاق الطائرات والبالونات الحارقة تجاه المستوطنات.


وقال نتنياهو: "سنضيق الخناق على حماس فورا، وسنغلق اليوم معبر كرم أبو سالم"، مهددا بأنه "ستكون هناك خطوات إضافية، ولن أدلي بتفاصيلها"، حسب تصريحاته.

قرار إغلاق المعبر الذي احتار في تفسيره الخبراء والمراقبون، خصوصا أنه تزامن مع تسريبات حول إحتمالية وجود تسوية سياسية، واتصالات تجري بين تل أبيب وحماس برعاية قطر.

قنبلة المعبر
قنبلة المعبر التي أطلقها المحتل الإسرائيلى، أوضح سببه الغير ملعن، المحلل العسكري والأمني أليكس فيشمان، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تمتلك سياسة واضحة إزاء الوضع في غزة، لكن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها، بإغلاق معبر كرم أبو سالم للبضائع، ربما تتضح لاحقا من القرارات المهمة التي ستحدد مصير غزة.

وكتب فيشمان في صحيفة "يديعوت" العبرية، أن إسرائيل قد تحقق حلما قديما من دون قصد، وهو نقل مسئولية غزة للجانب المصري.

وتابع: "كلما قللت إسرائيل من البضائع التي ستنقل من كرم أبو سالم، سيزيد الضغط على مصر لإبقاء معبر رفح مفتوحًا".

إدارة القطاع
الحلم الذي يراود الاحتلال الإسرائيلي بإلقاء مسئولية قطاع غزة على القاهرة، ليس بالقديم، وفجر الحديث مجددا حوله البروفيسور الإسرائيلي والخبير في الأمن الدولي والشرق الأوسط، عوفر يسرائيلي، في أبريل الماضي مع انطلاق مسيرات العودة، وطالب بالعمل على "إيجاد حل وإن كان جزئيا، للوضعية الغزية المتعذرة من ناحية السكان، وبلورة إستراتيجية شاملة لإعادة الصلاحيات التاريخية لمصر على القطاع".

إحراج دولي
ويهدف الاحتلال الإسرائيلى من خلال توريط مصر في مسئولية القطاع، إلى وضعها في صورة المتهم أمام العالم ونقل جريمة الحصار من تل أبيب إلى القاهرة، وتحميل الحكومة المصرية مسئولية ما يجري داخل القطاع على صعيد الأوضاع الإنسانية والمعيشية.

والخطوة أيضا تهدف لإجبار القاهرة على فتح معبر رفح بصفة مستمرة، بالرغم من خطورة الأمر على الأمن القومى المصري، نظرا للأحداث الإرهابية التي تشهدها سيناء في إطار جهود الدولة المصرية لتطهير شبه الجزيرة من العناصر المتطرفة.

يمتلك الاحتلال قناعة منذ عهد رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون، بعدم جدوى القطاع في المشروع الصهيوني على الأقل الآن؛ لما تمثله غزة من صداع في رأس العسكرية الإسرائيلية، وتهدف دولة الاحتلال لإبعادها سياسيا وأمنيا.
الجريدة الرسمية