رئيس التحرير
عصام كامل

الآن فهمت.. لماذا عيد حسن!


قبل عامين تقريبا سألني زميل عزيز بصحيفة قومية كبري.. ما هي قصة يوم اليتيم؟ أنت صاحب الفكرة وأنت الأجدر بالحديث عنها! قلت: لست صاحب الفكرة ولا الأجدر بالحديث عنها.. قال: كيف ذلك.. لقد قال لي الكثيرون وخصوصا زملاء لك بجريدة الأحرار وغيرها أنك أنت صاحب فكرة هذا اليوم.. قلت لا.. بل أنا نفسي كتبت القصة وأكثر من مرة، وقلت إن صاحب الفكرة هو زميلنا الفاضل الأستاذ عيد حسن..


قال كيف: قلت: مع صفحة الناس اليومية ومع الإشراف على صفحات الرأي، وكذلك الإشراف على الملحق التعليمي الأسبوعي أسند لي الراحل الكريم الدكتور صلاح قبضايا رئيس التحرير، مهمة الإشراف على الصفحة الدينية.. وقال لي إنه يريد تطويرها بأسرع ما يمكن..

كان الأستاذ عيد حسن أسبق مني للعمل بالصفحة، بل وفي الصحيفة كلها، وكان مهذبا جدا إلى درجة أنني كنت أخجل في التعامل معه، أو إدارة العمل في وجوده.. وذات يوم اقترح الفكرة وقال لي "اكتبها.. ستشرحها أفضل مني"، شكرته وكتبتها ونسبتها له!

وبعد ما كتبناه فوجئنا بمقال رئيس التحرير ومعه صورتي الشخصية ينسب الفكرة لي، ويطالب وزارة الشئون الاجتماعية بالموافقة على الفكرة.. ووافقوا بعدها بفترة فعلا، وجعلوها الجمعة الأولى من كل أبريل وليس في يوم مولد الرسول عليه الصلاة والسلام، باعتباره اشهر يتيم عرفناه، ومن وقتها والناس تعتقد أنني صاحب الفكرة"!

اندهش الزميل وشكرني وقال هذا الموقف يستحق حوارا أيضا.. وقد كان.. وحصلت من الزميلة أماني عبده- مشرفة قسم الرأي بـ"فيتو" والتي نرهقها بما ننشر وتدير القسم على أفضل ما يكون-على تليفون الأستاذ عيد حسن الذي انتقل من الأحرار إلى "فيتو" مع العزيز جدا عصام كامل رئيس تحريرها المحترم، وأجرت معه "أخبار اليوم" بالفعل الحوار.. ومعنا.. وكان سعيدا جدا جدا!

كنت أسأل نفسي: لماذا تكتب كل عام في يوم اليتيم القصة؟ لقد حفظها الناس.. منهم من يمكنه أن يرويها الآن بتفاصيلها.. لقد عرفوا أو على الأقل قطاع كبير منهم أن الأستاذ عيد حسن صاحب الفكرة.. وله أجر من يعملون بها إلى يوم القيامة.. لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.. كان يستحق.. الخلق والهدوء والابتسامة الدائمة التي تستمر طويلا وليست لزوم الموقف..

وربما كان الوحيد أو على الأقل من القلائل الذي لم نره في خلاف قط.. ولا حتى في نقاش عالي الصوت.. أمس فقط أدركت سر كتابتي السنوية عنه لمدة تقترب من العشر سنوات.. جاء النبأ فجأة وبلا مقدمات.. جاء مبكرا وبلا وداع.... مات عيد حسن!
الجريدة الرسمية