رئيس التحرير
عصام كامل

الجنايات تسدل الستار على قضية تعذيب ربة منزل لنجل زوجها المعاق حتى الموت في حلوان.. المتهمة دائمة الاعتداء عليه بسبب التبول اللا إرادي.. ادعت سقوطه على درجات السلم.. وتقرير الطب الشرعي يثبت الجريمة

فيتو

أسدلت محكمة الجنايات، الستار على قضية تعذيب ربة منزل لنجل زوجها الطفل "ياسين" حتى الموت بحلوان، وعاقبتها بالسجن المشدد 3 سنوات.

بداية الواقعة
شهدت منطقة حلوان واقعة بشعة بعد أن تحولت ربة منزل إلى شيطان لعين في ثوب إنسان، وقامت بتعذيب نجل زوجها المعاق ذهنيا بسبب التبول اللاإرادي، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وادعت أن الطفل سقط على درجات السلم أثناء نزوله.

عش الزوجية
نشأت "رباب"، في أسرة متوسطة بحلوان، تقدم لها شاب لطلب يديها للزواج، فسرعان ما وافقت الأسرة على الشاب، وتم تحديد ميعاد الفرح، وبعد مرور شهرين في الزواج اكتشفت أن زوجها يتاجر في المخدرات، حاولت أكثر من مرة إقناعه بالابتعاد عن تجارة المخدرات، وفى الاخر وافق على طلبها بعد أن هددته بإبلاغ أسرتها وأسرته عن تجارته المشبوهة، وادعى أنه يعمل في محل ملابس في منطقة العتبة.

تاجر المخدرات
وبعد مرور سنة ونصف رزقها الله بطفلة كانت كل شيء بالنسبة لوالديها، كانت حياتها تسير بشكل عادي، حتى فوجئت ذات مرة أن زوجها يضع بعض الأشياء في حقيبة أعلى الدولاب ويقفلها بالقفل، وعندما سألته ادعى أنها أوراق خاصة لصاحب المحل الذي يعمل به، وأثناء تنظيفها غرفة النوم سقطت منها الحقيبة على الأرض وتبعثرب منها بعض الأوراق وكمية من الحشيش المخدر.

حقيبة الحشيش
ظلت "رباب" واقفة وهى تنظر على الحقيبة وتراجع شريط الوعود الذي وعدها لها زوجها والدموع تسيل من عينيها، قررت أن تترك له المنزل ولم تعد، أخذت طفلتها وتوجهت إلى منزل أسرتها، وعندما عاد زوجها رأى الحقيبة على الأرض والحشيش خارجها، فعلم أن زوجته تركت الشقة بسبب المخدرات، أخذ الحشيش لكى يروجها على عملائه فسقط في قبضة رجال المباحث.

مراعاة الطفلة المعاقة
ظلت "رباب" تزور زوجها في السجن بين الحين للآخر حتى قررت الانفصال بسبب مضايقات الناس لها، وبعد عدة سنوات انفصلت عن زوجها واهتمت بتربية طفلتها، لكن أسرتها ظلوا يقنعونها بالزواج مرة أخرى خصوصا أن سنها صغير والحياة لسه طويلة أمامها، وعرض أهلها عليها الزواج من "ممدوح" أرمل ولديه طفل اسمه "ياسين" معاق ذهنيا وأنه يبحث عن سيدة ترعاه وهو يسكن في المنطقة المجاورة لهم، وبالفعل وافقت "رباب" دون تردد وفى أقل من 3 أشهر كانت في عش الزوجية الجديد.

التبول اللا إرادي
مرت أول سنة عليها في عش الزوجية الجديد وهى في غاية السعادة لمحبة زوجها لها حتى أنه لم يكن يرفض لها أي شىء من كثرة حبه الشديد لها، لكنها كانت تعانى بعض الشيء في رعاية نجل زوجها بسبب التبول اللاإرادى من الحين للآخر، كانت دائما التعدى عليه بالضرب لقيامة بالتبول في كل مكان داخل الشقة.

قتل الطفل
ويوم الحادث وتقريبا في وقت الظهيرة قام الطفل بالتبول داخل غرفة الجلوس الأمر الذي أغضب زوجة والده "رباب" فتعدت عليه بالضرب فاصطدمت رأسه في الحائط فسقط على الأرض مفارقا للحياة، وقفت تفكر في فكرة تبعد عنها الشبهة، اتصلت بزوجها في العمل، وادعت أن نجله سقط على درجات السلالم أثناء وقوفه خارج الشقة، على الفور حضر الزوج وأخذ الطفل مسرعا إلى مستشفى الدمرداش، لكنه فارق الحياة قبل وصوله للمستشفى.

بداية كشف الجريمة
تلقى قسم شرطة حلوان إشارة من مستشفى الدمرداش، تفيد حضور الطفل ياسين، 4 سنوات، مقيم بمساكن المثلث، مع أهليته متوفيًا مدعين سقوطه من درجات السلالم، وبالكشف عليه تبين إصابته بجروح في أماكن متفرقة من جسده.

التحريات
وكشفت تحريات المباحث أن الطفل كان يعاني من إعاقة ذهنية ويقيم برفقة والده وزوجة والده، وأن زوجة الأب اعتادت التعدي بالضرب المبرح على المجني عليه، وأنها زادت في الآونة الأخيرة وأحدثت به عدة إصابات في الوجه والذراعين والظهر، نتيجة تصرفاته غير المسئولة لما يعانيه من إعاقة وأنه دائما التبول في كل مكان داخل الشقة.

وأشارت التحريات إلى أن زوجة الأب "رباب" تعدت على الطفل بالضرب يوم الواقعة مما نتج عنه ارتطامه بأرضية الغرفة، مما أحدث إصابته وعند محاولتها إسعافه وأثناء نقله بمعرفة الوالد إلى مستشفى الدمرداش فارق الحياة.

إنكار التهمة
باستدعاء زوجة الأب وبمواجهتها بالتحريات أنكرت ما هو منسوب إليها أمام، وأقرت بأن الطفل كان يلعب بصالة المنزل بينما كانت هي بالمطبخ، وعند خروجها فوجئت بإصابته بحالة تشنج ثم أغمى عليه وسقط أرضًا، وأضافت، بأن الإصابات هي نتيجة لتصادمه بأرضية المنزل حال إصابته بـ"التشنجات".

الطب الشرعي
وكما يقول المثل الشعبي "الكذب ملوش رجلين"، كشف تقرير مصلحة الطب الشرعي عن لغز الوفاة، وأكد أن إصابات الطفل سببها التعدي عليه بالضرب مؤكدة بعدم إمكانية حدوث تلك الإصابات من سقوط المجني عليه من مكان مرتفع أو إصابات ارتطام.

شهود العيان
وجاءت أقوال شهود العيان لتؤكد نزع الرحمة من قلب "رباب"، حيث قالت "منى إبراهيم"، إحدى جيران الطفل، إنها دائما كانت تسمع صراخ الطفل وبكاءه الشديد، وعندما تتوجه لتستطلع الأمر تشاهد "رباب" تتعدى بقسوة على نجل زوجها بالضرب.

وأضاف أشرف متولي، شاهد آخر، أن المتهمة كانت دائمة التعدي على "ياسين"، لدرجة أنه طالب والد الطفل أكثر من مرة بابعاد زوجته عنه خشية من إيذائه.

بتضييق الخناق عليها أمام النيابة العامة، اعترفت بالتعدى بالضرب على نجل زوجها المعاق ذهنيا بسبب اعتياد التبول اللاإرادي دائما في كل مكان داخل الشقة.

السجن المشدد
أمرت النيابة العامة بإحالتها للمحاكمة العاجلة أمام محكمة الجنايات بتهمة بالتعدى على نجل زوجها بالضرب حتى الموت، والتي قضت المحكمة بمعاقبتها بالسجن المشدد 3 سنوات.
الجريدة الرسمية