رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يفسدون؟!


كلما كشفت هيئة الرقابة الإدارية عن قضية رشوة وإفساد جديدة يطرح دوما السؤال: لماذا يفسد هؤلاء رغم أنهم يحظون بدخول كبيرة ومناصب رفيعة، والأهم كيف اجتازوا تحريات الأجهزة الرقابية قبل تولي مناصبهم.. وعادة يجتهد كثيرون في البحث عن إجابة لهذا السؤال، وتتنوع الإجابات، بل إن البعض يذهب إلى درجة التشكيك في جدية تحريات الأجهزة الرقابية حول هؤلاء أو عدم الاكتراث بهذه التحريات أحيانا أخرى.


غير أن هؤلاء يتجاهلون حقيقة مهمة وهى أنه لا يمكن الحكم على نزاهة أي إنسان إلا إذا تعرض لاختبار فساد، أي أتيحت له فرصة فساد أو إغراء فساد واجتاز هذا الإغراء أو هذا الاختبار.. نحن يمكننا أن نحكم على إنسان بأنه شريف عندما يتعرض للاختبار ويرفض أن يتورط في الفساد.. أي أتيحت له فرصة لممارسة فساد ورفضها.

هنا يمكن أن ندرك أن هؤلاء الذين تورطوا في الفساد بعد أن تولوا مناصبهم الرفيعة قد سقطوا في اختبارات الفساد، بينما اجتازوا تحريات الأجهزة الرقابية قبل تولي مناصبهم لأنهم لم يكونوا قد تعرضوا لمثل هذه الاختبارات والإغراءات من قبل.

وهذا يعنى أننا في حاجة دائمة ومستمرة للرقابة على أعمال كل المسئولين الكبار قبل الصغار.. هذه الرقابة هي وقاية للوقوع في الفساد.. وبدون هذه الرقابة سوف تكثر تلك القضايا التي تكشفها الرقابة الإدارية.

الجريدة الرسمية