رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر و«استقبال» الصين على أبواب الشرق الأوسط!


في 19 أغسطس عام 2017 أعلن نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني في تصريحات لوكالة "شيخوا" الصينية الرسمية للأنباء، أن الصين تبدي استعدادها لإعادة طرح مبادرتها للسلام في الشرق الأوسط، وأعلن وقتها ترحيبه بمبادرة "النقاط الأربعة"، وبالتالي فمبادرة الصين أمس ليست ردة فعل على فرض الجمارك الأمريكية، لكنها قد تكون خطوة لانطلاق المارد الصيني سياسيا!.


قبل مرور العام أعلن أمس سفير الصين لدى السلطة الفلسطينية أن بلاده ستطرح من جديد مبادرتها للسلام.. وعلي الفور بثت وكالة "وفا" الفلسطينية للأنباء النبأ.. ورحبت به السلطة والرئيس الفلسطيني وعدد من قادة حركة فتح!

يوم كامل مر على تصريحات السفير الصيني ولم يصدر من الجانب العربي كله من المحيط إلى الخليج إلا السلطة الفلسطينية ورجالها وحركة فتح ورجالها وزميلنا النشيط العزيز "مصطفى بركات" المحرر السياسي لـ"فيتو"!

هل معقول ما يجري؟ قوة كبرى تقول للعالم وللشرق الأوسط ولنا أننا قادمون ولا مرحب واحد؟ ولا حتى الأمين العام للجامعة العربية؟ هل هكذا نشجع الصين على الخروج للعالم كقوة سياسية بعد أن أثبتت عن جدارة مكانتها كقوة اقتصادية؟ هل تريدون أن تبقي أمريكا قوة واحدة وحيدة متحكمة في العالم؟

سيقول أحد البائسين- وما أكثرهم في بلادنا- وماذا بإمكانها الصين أن تفعل لفرض رؤيتها؟ ونقول: وهل استطاعت أمريكا بكل جبروتها فرض رؤيتها على شعب أعزل لا حول له ولا قوة كالشعب الفلسطيني؟ ولذلك قد لا تملك الصين أيضا القوة التي تمكنها من فرض مبادرتها لكن وجود أكثر من قوة دولية على خط الصراع أفضل جدا من وجود قوة واحدة.. وقبول العرب للمبادرة ورفض العدو الإسرائيلي لها مكسب في ذاته وفضح عدوانيته وفي كل الأحوال ستبقي هذه الجهود القضية على درجة حرارتها وهذا أفضل كثيرا من موتها أو قتلها!

إن كانت هناك مشاورات تجري فالأمل أن تنتهي بسرعة والأمل أيضا أن تكون مصر أول من يستقبل الصين "الجديدة" على أبواب الشرق الأوسط!
Advertisements
الجريدة الرسمية