رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كوريا الجنوبية نموذجًا.. مصر تستحق منا الأفضل!


لماذا يصر المصريون على إهدار أموالهم فيما لا طائل منه على الدجل والشعوذة والخرافة والتدخين والمخدرات والإسراف في تكرار الحج والعمرة والبذخ والفشخرة إلخ.. رغم ما تعانيه بلادنا بعد أحداث يناير من متاعب اقتصادية قاسية جراء توقف الإنتاج وانحسار الاستثمارات وتراجع حركة السياحة وزيادة أعباء الديون المحلية والخارجية..


فإذا راجعنا سلوك شعب كوريا الجنوبية مثلًا وتجربته القيمة في التعامل مع أزمته الاقتصادية الخانقة التي كانت مثلنا أو أشد وطأة من أزمتنا.. وكيف بادر أغنياؤه وموسروه بالتبرع بأغلى ما يملكون لإنقاذ بلدهم ودعم احتياطه الأجنبي.. وكيف امتلكت الإدارة هناك رؤية واعية للخروج من ذلك النفق المظلم في سنوات قليلة لأدركنا كم نحن مقصرون– حكومة وشعبًا- في حق بلادنا وأنفسنا وأجيالنا المقبلة؛ فمصر تستحق منا سلوكًا أفضل وجهدًا أكبر وتضحية أعظم لنصل بها إلى المكانة المرجوة..

أفلا يستحق بلدنا أن نوجه فوائض أموالنا لمشروعات اقتصادية توفر فرص عمل منتجة تنفع البلاد والعباد وتساعد على تحقيق وفرة اقتصادية وقيمة مضافة تولد مزيدًا من الثروة والعملة الصعبة، وتقترب بنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي وتمتص البطالة وتستثمر الطاقات المعطلة..

وكل ذلك في رأيي لن يتحقق من تلقاء نفسه ما لم تبادر الحكومة والبرلمان والبنوك الوطنية بتوفير الحوافز الجاذبة والمشجعة لرأس المال والداعمة للصناعات الصغيرة والمتوسطة الرافعة السحرية لأي نهضة اقتصادية بازغة بإجراءات تحفيزية لدمج الاقتصاد الموازي في الاقتصاد الرسمي مع ما يحققه ذلك من فوائد أقربها زيادة موارد الدولة من الضرائب ورسوم التراخيص، وأهمها ضمان جودة المنتج والقضاء على منتجات بير السلم وتوسيع مظلة التأمين الاجتماعي للعمالة التي تشكو تعسف رأس المال وتوحش الرأسمالية غير المنضبطة.
Advertisements
الجريدة الرسمية