رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد لطفي السيد يستقيل احتجاجا على فصل طه حسين

 طه حسين
طه حسين

في مجلة الهلال عام 1983 كتب محمد صبيح مقالا، جاء فيه:


«من طرائف ما حدث في أوائل الثلاثينات أن الملك فؤاد زار الجامعة، فتشغب الطلبة عليه.. وكان وزير المعارف وقتها عضوًا في وزارة إسماعيل صدقى واسمه حلمى عيسى، وتضيف إليه المجلات لقب "بصل".

وردا على شغب الطلبة أمر الملك فؤاد بفصل الدكتور طه حسين من عمادة كلية الآداب بالجامعة ونقله إلى وزارة المعارف.

أضرب الطلبة عن الدراسة اعتراضا على قرار الملك وطالبوا باستقالة عمداء الكليات جميعهم وأنه لا عودة لهم إلا بعد عودة الدكتور طه حسين إلى منصبه.

لم تطل المظاهرات والإضرابات مكتب مدير الجامعة أحمد لطفى السيد احتراما وتقديرا له كأستاذ للأجيال.

وحلا للموقف تألفت لجنة من الطلبة لمقابلة مدير الجامعة، وأثناء دخول اللجنة عليه فوجئت به يرأس اجتماع الأساتذة الكبار، وقال لأعضاء اللجنة "انتظروا قليلا على المقاعد الجانبية ".

ثم استأذن أساتذة الجامعة في الانصراف واتجه إلى استقبال الطلبة على مائدة الاجتماعات الكبرى وقال لهم:
كنا مجتمعين نبحث في كلمة صوفى اليونانية وترجمتها إلى العربية ومن كان منكم عنده رأى فليبده في اجتماعنا هذا فلعلنا نستفيد من بعضنا لأنكم في النهاية أساتذة المستقبل.

وكما قالت المجلة كانت مفاجأة مذهلة للشباب الذي بح صوته في الهتاف والمظاهرات، ثم قال مدير الجامعة: إننا نستطيع أن نسمى الصوفيين أهل السماحة فهل توافقون؟

قال الطلبة: نوافق طبعا.. لكننا جئنا نطلب منك الانضمام إلينا والاستقالة احتجاجا على نقل عميدنا طه حسين.

ابتسم لطفى السيد وقال: هذه استقالتى مكتوبة مسبقا وسأسلمها إلى السكرتير الآن.

خرج الطلبة يهتفون بحياة أستاذ الجيل وتضامنه مع الطلبة، وهزت هذه الأحداث حكومة إسماعيل صدقى.
الجريدة الرسمية