رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الحكومة ليست وحدها !


ليست الحكومة وحدها هي من تتحمل أوزار ما نحن فيه؛ فنخبتنا هي آفتنا للأسف، فلا هي تجردت لوجه الله ولا هي مارست دورها التنويري بموضوعية ووطنية والتزام؛ ولم نضبط فنانا ولا لاعب كرة مشهورًا ولا محاميا كبيرًا ولا إعلاميًا فذًا من أصحاب الأجور الفلكية، متلبسا بالتبرع لمشروع خيري أو لصندوق تحيا مصر، اللهم إلا عددا محدودا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة مثلما فعل اللاعب الخلوق محمد صلاح..


بخلاف ما يفعل غيره بشراء سيارات فارهة أو قصور وفيلات فاخرة بأرقام فلكية، وهؤلاء لا يزالون في غيهم سادرين يستفزون مشاعر الفقراء الذين هم أكثر تحملًا لعبء أي إجراءات إصلاحية وأكثر مؤازرةً للدولة في حربها للإرهاب ومعركتها للبقاء والبناء.

أما المدهش حقًا فهو أن الأغنياء هم أكثر الناس انتفاعًا بالقرارات الاقتصادية الأخيرة، لاسيما بعد تحرير سعر الصرف ورغم ذلك فهم يضنون بدعم بلادهم التي صارت أحوج ما تكون لدعمهم بعد الانفلات الذي عمها إثر أحداث يناير وما صاحبها من فوضى استغلها بعض الأطراف لهدم بنيانها واختراق أمنها القومي وضرب اقتصادها وتماسكها الاجتماعي؛ أملًا في تركيعها وإخضاعها لمشيئتهم.. وهو ما ندفع ثمنه الآن فادحًا.

وظني أن الحكومة الجديدة برئاسة د.مصطفى مدبولي تدرك حجم المخاطر والتحديات بقدر ما تدرك احتياجات الشارع الذي يتطلع لجنى ثمرات الإصلاح؛ كما تدرك ضرورة الإسراع بإنقاذ الطبقة الوسطى مما هي فيه من تردٍ يكاد يجعلها أثرًا بعد عين.. نرجو أن تتحلى الحكومة الجديدة بحس سياسي عميق يجنبها تبعات الفجوة مع المواطن، وأن تعتمد فيما تتخذه من قرارات على العلم وأهل الخبرة، وأن تشجع المبتكرين وذوي الملكات الفذة الذين يملكون دون غيره القدرة على إحداث نقلة نوعية طال انتظارها.

ويقيني أن مصر قادرة رغم المعوقات على صناعة التاريخ وقيادة المستقبل بما تملكه من مقومات النهوض وأهمها في رأيي ذلك المكون الشبابي الكبير في تعداد السكان.. فقط نحتاج لمزيد من الإصلاح الإداري واجتثاث الفساد من جذوره واستنقاذ مصر من الروتين والبيروقراطية وأعداء النجاح.. 

مصر تغيرت وما زال التغيير مستمرًا حتى يجني الناس ثمرات الإصلاح.


Advertisements
الجريدة الرسمية