رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

استحضار التاريخ (١)


تمثل أحداث التاريخ، البعيد منه والقريب، فترات مهمة في التاريخ الإنساني، ومن ثم يجب استحضارها واستيعابها وفهمها، بهدف الاستفادة منها.. هذا الاستحضار هو منهج قرآني فريد، ساقه المولى تعالى إلينا للعظة والاعتبار.. نلاحظ ذلك كثيرا في الآيات التي تتحدث عن السلوك الإنساني إزاء مواقف معينة، أو تلك التي تعرض قصص الأمم السابقة مع الأنبياء والرسل الكرام، عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام..


ذلك لأن الطبيعة البشرية، في ضعفها وتقلباتها، كما في شذوذها وانحرافاتها، لا تختلف كثيرا عبر الزمان والمكان، والظروف والأحوال.. فقضية العنف - على سبيل المثال - ليست سلوكا حديثا، لكنه قديم قدم خلق الإنسان، ولعلنا نتذكر ما فعله أحد ابني آدم بأخيه عندما أقدم على قتله، برغم أنه لم يرتكب في حقه وزرا..

ولا ننسى تلك الأفعال البشعة التي ارتكبها بنو إسرائيل وهي قتلهم للكثير من الأنبياء، بل محاولة صلب المسيح عليه السلام.. وهل يغيب عن بالنا محاولة اغتيال طغاة قريش للمصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة مباشرة، ثم أعمال الاغتيال التي وقعت من بعد لثلاثة من أفضل صحابته وخلفائه؛ أقصد عمر وعثمان وعلى، رضى الله عنهم وأرضاهم؟.. الحقيقة، أن التاريخ تضمن في فترات كثيرة أحداثا ممتلئة بالدم، ونظرة متفحصة لتلك الفترات تصيب الإنسان بالذهول والحزن والألم والحسرة..

من المؤكد أنها كانت هناك محاولات للحيلولة دون الوصول لهذه النهايات المفزعة، وأنها نجحت حينا، وأخفقت حينا آخر.. لكن من الضروري أن تكون هناك دراسات علمية منهجية، شاملة ومفصلة - لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك، وأن تكون هناك أيضا وسائل وآليات قوية وواضحة ومحددة، وأن يتكاتف الجميع كذلك على المستوى المجتمعي العام، حتى لا تعود هذه الأحداث إلى الظهور مرة أخرى.. في فهمنا المتواضع أن الإسلام جاء لينشر المحبة والسلام في كل أرجاء الدنيا.. إلا أن شياطين الإنس والجن الذين يسعون في الأرض فسادا، رأوا في ذلك ما يتعارض مع خططهم ومصالحهم..

لذا، وقفوا عقبة كأداء للحد من انتشار القيم الأصيلة للإسلام.. البعض - للأسف - ممن ينتسبون (أو يزعمون انتسابهم) للإسلام يعتقدون أو يصورون أن الإسلام يدعو إلى استخدام العنف لنشر قيمه وأهدافه، ومهمتنا الأساسية هي أن نحول بين هؤلاء وبين ما يريدون؛ أولا: عن طريق المواجهة الفكرية معهم، ثانيا: إشاعة الفهم الصحيح للإسلام، وثالثا: معالجة الأسباب الاجتماعية أو الاقتصادية أو حتى السياسية المؤدية إلى ذلك..
Advertisements
الجريدة الرسمية