رئيس التحرير
عصام كامل

نهاية العالم ليست غدا


إحباطات كثيرة ورغبات وأمنيات كثيرة ما تحقق منها إلا القليل على كل المستويات، ذاك هو الواقع الذي نعيشه أو يعيشه بعضنا ممن يحملون على رءوسهم هذا العالم بكوارثه ومصائبه وحوادثه وعواصفه وبراكينه، هؤلاء دائما منزعجون مشغولون بما يحدث حولهم، يرون حادثة وراء كل حديث، يتوغلون في الضمائر والنيات، ويتوقعون الشر قبل وقوعه، ولا يكتفون بذلك..


بل إنهم يروجون لحدوث ما يتوقعون، وكأنهم يديرون العالم أو يملكون مفاتيحه، مع أنه «لا يعلم الغيب إلا الله» و«كذب المنجمون ولو صدقوا»، وقد نفى رسولنا الكريم عنه علم الغيب أو الاطلاع عليه «ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء» ومع ذلك فإنهم يحملون على أكتافهم أعباء وهموما عجزت عن حملها السماوات والأرض.

ولهؤلاء أقول دعوا عنكم العالم بكوارثه وأحزانه وأوجاعه فهذه سننه ونواميسه، وانتظروا شروق يوم جديد، تتبدل فيه الأحوال، ويصير الغني فقيرا والفقير غنيا، فهذه سنة الله في الخلق وابتلاءاته لهم فما من شيء يحدث في هذا الكوكب إلا لحكمة عرفها من عرفها وضل عنها من ضل..

هناك إله لهذا الكون يدبر شئونه وييسر أموره، وهو وحده القادر على إصلاحه وإصلاحنا، وهو وحده على كل شيء قدير، وهو وحده يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وهو وحده الضار النافع، المعطي المانع، وأخيرا «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، تعز من تشاء، وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير».
الجريدة الرسمية