رئيس التحرير
عصام كامل

عزيزي خليفة «رشدي أباظة»


تتابع عن كثب حسناوات مباريات المونديال، ربما تهتم برَصدهن أكثر مما تهتم برصد الكرة وهي تتنقل بين الأقدام، تقتنص بكاميرتك أو بكاميرا غيرك _ مش فارقة_ صورا لهن ثم تنشرها على صفحتك في موقع التواصل الاجتماعي وبكل ما أوتيت من قلة ذوق وحماقة تعنونها بكلمات "شوفوا البنات يا غفر مصر واتعلموا"، و"شايفين القمر، ده أنا كنت بحب صندل والله"، و"شايفين الجمال، في مصر بقى تبقى البت من دول طالعلها شنب وتقولك الإينبوكس ممنوع" و.... و.....


تعليقات كثيرة جميعها اقترنت بقلة أدب منقطعة النظير وتفيد أنك ترى بنات مصر غفر بوجوه قبيحة، بينما بنات أوروبا والدول المتقدمة قشطة بالعسل الأبيض، لن أقول لك انظر إلى كرشك المتدلي إلى ركبتيك قبل أن تتكلم، ولن أقول لك حاول تتأمل سحنتك في المرآة بضع دقائق حتى تتوقف عن التهكم على سحنة غيرك، ولن أقول لك انظر إلى دقنك اللي طالعة سطر وسطر، لن أكون مثلك وأعلق على شكلك مهما كان "يسد النفس" لأن الشكل أيا كان هو في النهاية خلق الله الذي خلق الإنسان فسواه فعدله في أي صورة ما شاء ركبه، ولا يجوز التعليق على خلق الله سلبًا، سأتكلم معك في أمر آخر أهم من الشكل وأبقى.

بنات أوروبا والدول المتقدمة اللواتي أفقدوك عقلك عندما رأيتهن في المدرجات لن يسمحن لك بالتجاوز في حقوقهن ولو بنسبة واحد في الألف، لو تزوجتها ورفعت صوتك عليها تحبسك وتأخذ منك تعويضا ماديا محترما، لو إيدك اتمدت عليها تروح ورا الشمس فورًا، لو تزوجت عليها فتلك جريمة يعاقب عليها قانونهم عقابا رادعا، ولو طلقتها من حقها أخذ نصف كل ما تملك حتى آخر جنيه في جيبك، بنات أوروبا والدول المتقدمة اللواتي أفقدوك عقلك معندهمش راجل يعرف يضايقهم أو ييجي عليهم، معندهمش حد يقل من قيمتهم أو يشحططهم في محاكم الأسرة أو يتهرب من مسئوليته تجاههن وتجاه أولاده، بنات أوروبا والدول المتقدمة لن تصبر عليك لو اكتشفت خيانتك ولن تغفر لك أي تجاوز في حقها..

بنات أوروبا والدول المتقدمة "مش أجمل" بل "مزهرات أكثر" والفرق شاسع بين الكلمتين وتوضيح أسباب أنهن مزهرات أكثر يحتاج مجلدات، وأنا لا أريد أن أطيل عليك يا عزيزي يا خليفة رشدي أباظة، البنت المصرية التي جرحتها بتلك المقارنة الظالمة بتعيش وبتعشش وبتتحمل وبتصبر وبترضى بقليلها، وبتنطفي وهي بتحاول تخلي المركب تمشي ومتغرقش، وهنا أحدثك عن القاعدة العريضة فلا تدفع إليً بشواذها، البنت المصرية التي جرحتها بكلماتك السخيفة أنت لن تقترب منها لو رأيتها تملك نفس الحرية التي تملكها بنات أوروبا والدول المتقدمة، ولن تقبلها لو تصرفت مثلما تتصرف، وهنا تكمن ازدواجية عقلك واللاشيء الكامن في شخصيتك التي باتت في أمس الحاجة لإعادة تأهيل..

فلو سرحنا بخيالنا معك وقياسًا على تفضيلك الأخريات افترضنا أن البنت المصرية عاشت معك في بيت واحد وأنجبت منها ابنًا ستحتقرها وستتبرأ منها في أول اختبار حقيقي لرجولتك وستقف أمام القاضي تقول له "أقسم بالله ما ولادي"، هكذا أنت وهكذا رجولتك المزعومة، وهكذا تمكنت منك عقدة الخواجة فجعلتك تهري أي هري والسلام..

عزيزي يا رشدي أباظة في نفسك أحمد ربنا إنك ممكن تلاقي بنت مصرية تقبلك وتقبل تعيش معاك وأنت غارق في هذا الكم من الازدواجية والهلهلة، صعب أوي إحساس أننا رضينا بالهم والهم مش راضي بينا، أحمد ربنا إنك لسه بتتقبل ولسه بيتوافق عليك حتى بعد ما سقطت بنطلونك وعميتنا بالتلوث البصري في كل مكان.. أحمد ربنا وقبل أن تعايرها بكونها ليست أنجلينا جولي اسأل نفسك إذا كنت أنت براد بيت أم مرعي بتاع الكليمة!
الجريدة الرسمية