رئيس التحرير
عصام كامل

علماء لن ننساهم.. الدكتور عادل محمود


قرأنا خبر وفاة العالم الدكتور عادل محمود المصري الأصل، الذي أنقذ ملايين الأطفال بأمصال ولقاحات في معمله في الولايات المتحدة الأمريكية ضد الحصبة والحصبة الألمانية وجُديري الماء وفيروس الروتا.


لولا أن ذكره مؤسس ميكروسوفت "بيل جيتس" لما كنّا عرفناه، ويبدو أن هناك الكثير من العلماء ممن يقدمون خيرا للإنسانية لكن لا نعرفهم إلى أن نقرأ عنهم فقط سواء من يزالون ينثرون الخير للإنسانية أو ممن فاضت رُوحهم إلى بارئها ليتركوا الخير للناس يتذكرونه بعمله المتبقي بينهم.

قدم الدكتور عادل محمود العديد من الإنجازات لخلق اللقاحات التي أنقذت ملايين من البشر وهو من مواليد القاهرة ١٩٤١، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٧٣، وتدرج في التعليم الجماعي حتى وصل إلى أستاذ بكلية وودرو ويلسون لقسم البيولوجيا والأمراض المعدية بجامعة برينستون، وقد سعى لمنع انتشار مرض الإيبولا في غرب أفريقيا حين بدأ حملة لإنشاء صندوق دولي للأمصال والتطعيمات ليخدم العالم أجمع، وللأسف لم أسمع عنه من قبل وعمري تجاوز السابعة والأربعين عاما.

هل يعرفه أبناؤنا؟ هل سمعنا نحن عنه في أي خبر ليكون قدوة لأهل بلده بل والمنطقة العربية ككل؟ لماذا نبدع في الخارج؟ ولماذا حين نبدع ونحقق النجاحات تنقطع الأخبار تماما عن الوطن الأم؟

لدينا علماء كثيرون وعندما تبحث عن أسمائهم باللغة العربية على مواقع البحث لا تجد شيئا، وعندما نبحث عن اسمه باللغة الإنجليزية تجد الكثير من الإنجازات على المستوى الدولي، ليكون قدوة حقيقية لشبابنا يعملون ليحققوا الأفضل لمُستقبلهم.

لماذا لا توجد آلية للاستفادة من هؤلاء العلماء الذين يرفعون رأس المواطن العربي في الغرب، لماذا يظل وجودهم بالخارج هو مصدر قوتهم، وعندما يعودون يصطدمون بالبيروقراطية من جهة وبثقافة العمل الفردي من جهة أخرى الذي لم يتعودوا عليه؟ إذ إن فرق العمل هي أساس كل نجاح حقيقي وكما يقولون دائمًا هم يقفون مع غير الناجح حتى ينجح وفي الدول النامية يقفون مع الناجح حتى يخفق.

مطلوب أن نلقي الضوء على كل من حقق شيئا ويعترف العالم بفضله، بل وندعوه ليقدم لوطنه خبراته وعلمه ونبذل قصارى جهدنا من أجل توفير المناخ الجاذب له، وليس ذلك فقط بل المناخ الدافع له لتحقيق المزيد قبل أن ننعيه في كلمات بعد وفاته فقط.

رحم الله الدكتور عادل محمود الذي ترك الأثر الطيب على الخلق قبل أن يقابل ربه.. ندعو الله أن نرى مثل هذا الإنسان الكثير لنرى كيف يستغل الإنسان حياته في خلق كل أثر بالخير على الأرض وتخلد ذكراهم للأبد.
الجريدة الرسمية