رئيس التحرير
عصام كامل

محمد فودة يكتب: «الشيخ الذهبي».. وزير الأوقاف الشهيد

فيتو

استوقفتني وأنا أصلي العصر في أحد المساجد بمنطقة الدقي في محافظة الجيزة مكتبة المسجد الضخمة التي تضم بين رفوفها أمهات الكتب في شتى المجالات.. توقفت للحظات أتصفح ثراء المكتبة بأسماء كبار الكتاب والعلماء في مجال الأدب والسياسة وعلم الاجتماع والدين إلى غير ذلك.


دونت بعض الأسماء التي استوقفتني سريعا وكان من أكثر الأسماء التي استرعت انتباهي الشيخ محمد حسين الذهبي.. ربما يكون اسم «الشيخ الذهبي» تردد أمامي في بعض اللقاءات أو المحاضرات ولكن لم أتذكر من هو.

وبعد أن انتهيت من الصلاة بدأت رحلة التنقيب عن حياة ذلك العالم الجليل الذي استشهد على أيدي جماعات الظلام التي تتاجر باسم الدين قديما وحديثا من أجل شعارات ولافتات زائفة وباطلة تنادي بوهم الخلافة وتطبيق الشريعة!

ولد الشيخ محمد حسين الذهبي، في مدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، في 19 أكتوبر عام 1915 وتدرج في التعليم الأزهري حتى تخرج في كلية الشريعة الإسلامية عام 1939 وحصل على درجة الأستاذية في علوم القرآن عام 1946 من كلية أصول الدين عن رسالته "التفسير والمفسرون" والتي تعد من أهم المراجع في علم التفسير.

تصدى الشيخ «الذهبي» في فترة توليه وزارة الأوقاف لأفكار جماعات التكفير والهجرة أخطر التنظيمات الإرهابية التي ظهرت في فترة والثمانينات بعد أن أعلن زعيمها شكري مصطفى، الانشقاق عن الإخوان، وتكفير المجتمع بحجة عدم تطبيق الشريعة، وهو ما دفع العالم الأزهري الجليل للرد على تلك المزاعم بكتاب «قبسات من هدي الإسلام» والذي قال فيه: «بدو أن فريقا من المتطرفين يسعون في الأرض فسادا ولا يريدون لمصر استقرارا، استغلوا الشباب وصوروا المجتمع بأنه مجتمع كافر تجب مقاومته ولا يجوز معايشته، وأن العنف هو الحل لفرض الشريعة، وهذا أبعد ما يكون عن الدين السمح وعن الوسطية الإسلامية، التي هي شريعة الإسلام وينادى بها الأزهر الشريف، ولهذا أقدم هذا الكتيب لشرح معنى الإيمان في الإسلام والوسطية في الدين، وأن مدى صدق شهادة المسلم مرتبط بما في قلبه، وعلى الذين يوزعون الإيمان والكفر على الناس أن يراجعوا أنفسهم وإلا باءوا بإثم كبير».

استهدفت تلك الجماعة الضالة الشيخ «الذهبي» بعد أن فند بالحجة والبرهان أكاذيب تلك الجماعات الإرهابية فقامت ثورتهم بعد انتقاد الشيخ لهم، فأهدروا دمه، وهاجم عدد منهم منزل الشيخ بحلوان واختطفوه معهم حتى وجدته الشرطة مقتولا برصاصة في عينه؛ وفي 30 نوفمبر 1977 حكمت المحكمة العسكرية بإعدام شكري مصطفى العقل المدبر لمقتل «الشيخ الذهبي» و4 آخرين.

Advertisements
الجريدة الرسمية