رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سيناريوهات مقتل حفيدتي المرسي أبوالعباس في مذبحة بولاق (صور)

فيتو

على غرار مذبحة أسرة الرحاب التي أدمت قلوب الشارع المصري الشهر الماضي، ما زالت جريمة قتل حفيدتي الفنان الراحل المرسي أبو العباس ووالدتهما بمنزلهن في منطقة بولاق الدكرور بالجيزة، تثير ألم المصريين بعد أن شغلت الرأي العام طوال الأيام الماضية بسبب الغموض الذي يكتنفها وقسوة تفاصيلها.


4 أيام مرت على اكتشاف مجزرة أسرة بولاق الدكرور، بعد أن عُثر على الضحايا مقتولات بالخنق حتى الموت، في الوقت الذي انشغل فيه الأهالي وسكان المنطقة بمتابعة مباراة المنتخب الوطني أمام روسيا في كأس العالم، جريمة أحالت شارع الصحابة بمنطقة العشرين إلى ما يشبه سرادق عزاء، أصبح الوجوم يعلو وجوه قاطنيه والحزن يملأ قلوبهم حسرة على زوجة شابة وطفلتين في عمر الزهور شهد لهن الجميع بالسيرة العطرة والتفوق والتميز دراسيا في مرحلتي الإعدادية والابتدائية.

الوالد صلاح المرسي، والذي يعمل مسئولا بإحدى إدارات شركة لإنتاج الصناعات الغذائية ومنتجات التخسيس بمدينة العبور، كان الوحيد الذي نجا من الموت بعد أن غادر المنزل في حدود الخامسة مساء ذلك اليوم لمباشرة بعض أعماله ثم ذهب لأحد المقاهي لمشاهدة مباراة مصر، وعاد في الساعات الأولى من صباح الأربعاء ليجد زوجته وبناته جثثا هامدة.


لم يستطع الأب التجاوب مع ما رأته عيناه، صرخ مستنجدا بجيرانه: "الحقوني مراتي وبناتي ماتوا"، أتى الجميع وشهدوا على فاجعة رب الأسرة، وما أن استجمع الزوج المكلوم قواه، اتجه بصحبة الأهالي للإبلاغ عن الجريمة في قسم شرطة بولاق الدكرور، فحفيدتا الفنان الراحل المرسي أبو العباس الذي اعتاد اصطحابهما لكواليس تصوير أعماله الفنية لن تُشرق عليهن شمس الصباح مرة أخرى.


رجال الإدارة العامة لمباحث الجيزة بقيادة اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة، لا يدخرون جهدا لمحاولة كشف غموض الجريمة والتوصل لهوية مرتكبيها وضبطهم، فطوال الأيام الـ4 الماضية كان فريق البحث الذي أمر بتشكيله اللواء عصام سعد مدير أمن الجيزة، يعمل على مدار الساعة دون كلل أو ملل، برئاسة العقيد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة، حيث بدأ الرائد محمد الجوهري رئيس مباحث قسم بولاق الدكرور وضباطه، في جمع الأدلة وتكثيف التحريات وتنويع مصادر البحث، من مناقشة الشهود والأهالي والعلاقات المباشرة للأسرة من الأهل والأصدقاء، بالإضافة على فحص كافة كاميرات المراقبة المتواجدة بمحيط المنزل والشارع، وفحص عدد من المشتبه بهم من الأشخاص الغرباء عن المنطقة وتم رصد تواجدهم في الشارع في وقت متزامن مع ارتكاب الجريمة.


مصدر أمني بالجيزة أكد لـ"فيتو"، أن القضية متشابكة خيوطها، وجميع الاحتمالات فيها مطروحة، مشيرا إلى أن فريق البحث الجنائي في الوقت الحالي لا يستبعد أي فرضية أو شخص من دوائر الاشتباه، خاصة مع كون منافذ الشقة سليمة ولا يوجد بها آثار كسر، مرجحا أن يكون مرتكبو الجريمة من دوائر المقربين للضحايا.


وكشف المصدر عن ترجيح فرضية ارتكاب أكثر من شخص للجريمة، مشيرا إلى صعوبة قتل سيدة وطفلتين عن طريق الخنق بواسطة نفس الشخص.

المصدر تابع شرحه قائلا: "احتمالية أن يقتل شخص واحد سيدة عمرها 38 سنة وطفلتين في عمر 12 و10 سنوات بالخنق دون أن يتم كشفه وضبطه تكاد تكون مستحيلة، فإذا فرضنا أنه بدأ بالأم، والتي كان على جثتها آثار مقاومة وبعض الخدوش والجروح، لن يُعقل – والكلام للمصدر – أن يتمكن من إنهاء حياتها وكتم أنفاسها وصرخات استنجادها على الأقل عن نجلتيها، وبالتالي كشفه بعد تعالي أصوات صرخاتهن، والعكس صحيح إذا بدأ بمهاجمة الطفلتين"، مضيفا بأن الأيام المقبلة ستشهد الجديد في سير القضية مع استمرار تكثيف الجهود الأمنية لفك طلاسم الحادث.


وأشار المصدر إلى أن رجال البحث الجنائي يجمعون المعلومات ويكثفون مناقشة شهود العيان من الجيران، لبيان وجود خلافات بين الزوج وأسرته من عدمه خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع سلامة جميع منافذ الشقة، واحتمالية أن تشير أصابع الاتهام إلى الزوج.


كان قسم شرطة بولاق الدكرور تلقى بلاغًا من موظف بالعثور على زوجته ونجلتيه متوفيات، وعلى جثثهن آثار خنق بالرقبة، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثث لا تبدو عليها أي إصابات أو جروح ظاهرية، وتشكل فريق بحث لسرعة كشف غموض الحادث.

وكشفت التحريات الأولية أن الدافع وراء ارتكاب الجريمة هو السرقة، وأشار مقدم البلاغ أنه لا توجد له خلافات أو عداوات قد تدفع أحدًا للانتقام منه ولم يشتبه في أحد، وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة للتحقيق.


وأجرت نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية بإشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول، معاينة تصويرية لمسرح الجريمة، وأسفرت المعاينة التي أجراها محمد عمر وكيل أول نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية عن أن الجريمة وقعت داخل شقة بعقار ببولاق الدكرور، وتبين سلامة منافذ ومداخل الشقة وعدم وجود آثار كسر أو عنف بباب الشقة كما تبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة.


وكشفت مناظرة النيابة برئاسة المستشار محمد خالد مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة أن جثة الأم لسيدة تبلغ قرابة 38 عاما تدعى "هبة" وعثر عليها بين السرير والدولاب ويوجد كدمة بالعين وآثار خنق حول الرقبة وعثر بجوار الجثة على إيشارب رجحت المعاينة خنقها به، وأضافت المناظرة عن إصابتها بخدوش بالصدر ما يضع احتمالية مقاومتها الجاني.

وعثر على الطفلتين القتيلتين كل منهما على سرير حيث تبين كتم أنفاس الطفلة الكبرى "جنة الله" 12 سنة بـ"مخدة" بينما تعرضت الطفلة الصغيرة "حبيبة" 10 سنوات للخنق بـ "سلك تليفون".


واستمعت النيابة لأقوال صلاح المرسي رب الأسرة التي لقيت مصرعها، وهو نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس، وقال إنه خرج من منزله الساعة الخامسة مساء أمس الأول الثلاثاء، ذاهبا لعمله ثم مشاهدة مباراة منتخب مصر مع روسيا على أحد المقاهي وترك زوجته وطفلتيه نائمات، وفى الساعة الواحدة صباحا تلقى اتصالا هاتفيا من شقيقة زوجته، تسأله عن شقيقتها نظرا لاتصالها هاتفيا بها وعدم ردها.


وأضاف أنه بعد الحديث انتابه القلق لتكراره الاتصال بزوجته وعدم إجابتها، فعاد مسرعا إلى المنزل، مشيرا إلى إنه فور دخوله الشقة توجه إلى غرفة طفلتيه فعثر على ابنتيه جثتين هامدتين وأسرع تجاه غرفته فعثر على جثة زوجته ملقاة بين السرير والدولاب واكتشف فقدان مبلغ ٣٠٠ ألف جنيه من دولاب غرفته، قيمة شقة ورثها عن والده منذ 15 يوما والمبلغ المسروق كان ثمن الشقة.


Advertisements
الجريدة الرسمية