رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المستشفيات الحكومية أولى بالتبرعات!!


الأزمة الإعلامية المثارة حاليا حول حجم التبرعات لمستشفى 57357 وكذلك أوجه إنفاقها سواء على الدعاية الإعلانية أو على العلاج والأجور والمرتبات هذه الأزمة يجب أن نخرج منها بدروس مستفادة، أولها ضرورة ضبط فوضى إعلانات جمع التبرعات للمؤسسات الخيرية، لأنها مُهينة للبلد وللمصريين في الداخل والخارج، وأن تكون تحت الرقابة الصارمة للدولة لأن سلبياتها كبيرة على الاستثمار والسياحة.


ثانيًا من حق الإعلام أن يتناول وينتقد السلبيات في المجتمع ما دام أنه يهدف إلى البناء والصالح العام، وليس التشويه وإساءة السمعة أو هدم مؤسسات الدولة لأنها ملك للشعب وليست للقائمين على إدارتها.

ثالثا مصر لديها 109 مستشفيات جامعية وهي التي تتحمل العبء الأكبر في علاج المواطنين، حيث يتردد عليها أكثر من 20 مليون مريض سنويا، ولا تغلق أبوابها أمام أحد وتعالج كل الأمراض من الأنفلونزا حتى عمليات زرع الأعضاء، وكل هذا من ميزانية الدولة مع قليل من التبرعات، كما أن لدينا 528 مستشفى تابعا لوزارة الصحة وأيضا 6000 وحدة صحية ومعظمها يعاني قلة الموارد وآلاف المرضى يموتون بسبب نقص الإمكانيات.

والمستشفيات الحكومية (صحة وجامعة) لا تستطيع إنفاق جنيه على الدعاية الإعلانية لجمع تبرعات، كما تفعل المؤسسات الخيرية التي سحبت التبرعات من المستشفيات الحكومية التي تعالج ملايين المرضى.

فلنكن صادقين مع أنفسنا ومع بلدنا، كم مريض يعالج عند الدكتور مجدي يعقوب، وفي مستشفى 57؟ وهل الأموال التي يحصلون عليها تناسب الخدمة الطبية المقدمة للمرضى؟ ولماذا لا يكتفون بما جمعوه من أموال حتى تأخذ المستشفيات الحكومية نصيبها من التبرعات؟ ولماذا لا تعلن المؤسسات الخيرية ميزانيتها للرأي العام لأن أموالها عامة تبرعات للمواطنين ومن حقهم أن يعلموا الإيرادات والمصروفات؟ كل هذه أسئلة مشروعة من حق وسائل الإعلام طرحها وأن تجد إجاباتها لدى أجهزة الدولة ولدى القائمين على المؤسسات الخيرية.

مصر لا تنقصها مستشفيات فلدينا ما يكفي عدد السكان وأكثر، كما أن توزيع المستشفيات عندنا نموذجي، حيث يغطي كل مكان ومُستشفياتنا الحكومية لا تنقصها الأجهزة ولا حتى الكوادر البشرية، بل تحتاج إلى موارد مالية للإنفاق اليومي على العلاج والعمليات وتجهيز غرف العناية المركزة وحضانات الأطفال وتدريب الكوادر وتحسين مستوى الأطباء والتمريض، وكل هذا يحتاج أموالا يمكن أن تسهم فيها التبرعات..

ختاما يجب التأكيد على أن التبرعات مهمة والعمل الخيري أسهم في إنشاء مؤسسات علمية وطبية عملاقة في مصر (جامعة القاهرة ومستشفى المواساة والهلال الأحمر)، بل هناك مستشفيات عالمية بدأت بعمل خيري مثل مستشفى أم دي أندرسون في أمريكا التي أصبحت أهم مركز لعلاج وأبحاث السرطان في العالم وأرباحها حاليا تتجاوز الدخل القومي لدول بترولية.

فالعمل الخيري مهم لأنه يساعد الحكومة، لكن لا يجب أن ينتقص من دورها أو أن يكون هو الأساس بل هو وسيلة للتكافل الاجتماعي فقط، فلا توجد دولة في العالم تقدمت أو نهضت بالتبرعات، وإذا كان التبرع للمؤسسات الخيرية مهم فإن المستشفيات الحكومية أهم وأولى، لأنها هي التي تتحمل عبء تقديم الخدمة الطبية وتعاني نقص الموارد المالية وتخضع للرقابة الصارمة من الدولة.
egypt1967@yahoo.com
Advertisements
الجريدة الرسمية