رئيس التحرير
عصام كامل

فداء الشندويلي: قدمت أول «ست كوم» في تاريخ مصر و«ريش نعام» الأقرب لقلبي

فيتو

  • فؤاد المهندس علمني أن الضحك من الموقف وليس من «الإفيه»



“عمو فؤاد.. عمو فؤاد.. عمو فؤاد ادانا معاد”، مطلع أغنية تتر فوازير “عمو فؤاد”، التي استمرت لما يقرب من 10 سنوات، بدءًا من عام 1983 وقدمها الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس للأطفال، حكايات مختلفة أثرت في جيل كامل من مواليد الثمانينيات، تراقصت معها قلوب الأطفال، وعشقها الكبار أيضًا، وخلف تلك الحالة الإبداعية ليالى سهر وجهد كبير من الكاتب والمخرج وكل فريق العمل، فالخلود في عالم الفن ليس بالأمر السهل، وهو ما أدركه المؤلف فداء الشندويلي، وهو يحبو في ذلك العالم بخطوات قوية، لم يكن يعلم أنه في الـ24 من عمره سيكون على موعد مع السعادة، وأن خطواته مع عمو فؤاد ستجعله يصعد على متن أرجوحة إلى الأعلى ليحلق في عالم الكوميديا، ويكتشف عوالم إبداعية أخرى.


استرجع شريط الذكريات وتوقف عند “عمو فؤاد” كمن يتوقف في محراب ليؤدى الصلاة على روح الفن والزمن الجميل.
“هرجع لورا كده جدًا لأجمل أيام”.. تنهد فداء الشندويلى قبل أن يسترجع شريط ذكريات أعماله ومشواره مع التأليف، وخاصةً الفوازير والبرامج الكوميدية والمسلسلات الرمضانية.



بداياته كانت عام 1994 تحديدًا كما أكد، ومنذ ذلك التاريخ قدر الله له أن يُكتب اسمه بين قائمة أهم الكتاب في رمضان، تحمل أعماله بصمة خاصة به وروحًا فكاهية يعرفها كل من يتابعه، تربى في بيت فنى فعرف قواعد وأصول الإبداع وورث حب التأليف من والده، انطلق في ذلك الطريق فلم يوقفه أحد، عرف حدود قدراته ككاتب فكتب الكوميدى والرومانسي، وراهن على كثير من الأعمال فنالت أعلى نسب المشاهدة، وحصدت الجوائز في مختلف المهرجانات، وبحماس الشباب استعاد فداء ذكرياته مع نجوم رمضان، وأهم ما قدم خلال مسيرته.

“1994 كانت سنة الحظ بالنسبة لي”، هكذا تحدث فداء عن فوازير عمو فؤاد، قائلًا: إنها أول عمل قدمه في رمضان وكان يكتبها والده، وبعد وفاته استكملها مع شقيقه شامخ الشندويلي، وذكر أنه ظل يكتب الفوازير حتى عام 2005، وخلال تلك الفترة قدم أيضًا أعمالًا خاصة به، ومنها حلقات كوميدية “اللى فات سات”، وفى 2005 قدم مسلسل “من غير معاد”، وفى 2006 قدم “كشكول لكل مواطن”، وفى 2007 عرض له مسلسلان هما “أحلامك أوامر”، و”7 شارع السعادة”، وفى 2009 قدم “كريمة كريمة”، وفى 2010 قدم ثلاثة مسلسلات هي “ريش نعام”، و”شاهد إثبات”، و”العتبة الحمرا”، وفى 2011 قدم “الشحرورة”، وعرض له مسلسل “زى الورد”، و”9 جامعة الدول” عام 2012 وغيرها من الأعمال.

لم يكن الطريق ممهدًا منذ البداية، فكثيرون يعتقدون أن الفرصة جاءت له على طبق من ذهب.
نجح فداء مع شقيقه شامخ في كتابة الفوازير بعد ترشيح والدهما والمخرج محمد رجائي، وكانت كلمات فؤاد المهندس وتشجيعه وإعجابه بما كتبا خير دليل على ذلك النجاح.
وعن ذلك قال: “فوجئت إنى المفروض أكتب فوازير عمو فؤاد اللى هي ناجحة وقعدت سنين طويلة جدًا وفؤاد المهندس قال اكتبوا، وأنا أسمع وكتبت أنا السيناريو وشامخ كتب الفزورة، وفوجئت بتشجيع المهندس ليا وقال لى: هيبقى لك مستقبل كبير”وقال لى كام ملحوظة نفعونى جدًا، ولولا تشجيعه مكنتش استمريت ومدين بالفضل ليه واتعلمت منه الجدية في الشغل وأن الضحك بيبقى من الموقف مش من الإفيه”.


ومن حكمة الشعر الأبيض تعلم فداء ووعى دروسًا لم يكن ليتعلمها من فنان آخر.
كان مدرسة كبيرة جدًا ومن حسن حظى إنى اتعلمت على إيديه”.
ولأن ذاكرته لا يمكن أن تنسى شيئًا لفؤاد المهندس وتحفظ عن ظهر قلب كل مواقفه بشغف التلميذ العاشق للفن نحو أستاذه، فقد حفلت جُعبة فداء بكثير من المواقف التي لا تنسى للمهندس خاصةً على المستوى الإنساني، وبسؤاله عن ذلك ضحك من أعماق قلبه، وكأنما يرى فيما يرى النائم المهندس أمامه يصول ويجول هنا وهناك وكأنه لم يمت“الدنيا عليها والفرحة يا عينى بتتعد على صوابع إيدها.. ياما فرحت نجحت ضعفت وقفت ياما قابلت ناس” كلمات تتر مسلسل “الشحرورة” غنتها كارول سماحة وترددت على لسان الملايين من عشاق صباح في الوطن العربى، تجربة غنية دراميًا ومغرية لأى مؤلف وكانت من نصيب فداء بعد اقتناعه بها لتصبح مسلسل السيرة الذاتية الوحيد له، واسترجع ذكرياته مع العمل قائلًا: إنه فوجئ بالمنتج صادق الصباح عام 2010 يعرض عليه تأليف المسلسل بعد أن حصل على حق إنتاجه وطلب منه وقتها سرعة كتابته لأنه ملتزم بعام واحد للانتهاء منه وإلا تسقط حقوقه، “وهو صديق وأنتج لى 3 مسلسلات قبل كده ومقدرتش أرفض طلبه وقلت له عندى تحفظات على بعض النقاط أو المراحل في حياتها فاتفقنا إنى هسافر لبنان وأقعد معاها ومع أهلها واللى اشتغلوا معاها وبعدها أقرر”.

وعن كواليس المسلسل والتحضيرات له قال إنه سافر لبنان والتقى صباح أكثر من مرة وأثار اهتمامه ثراء قصة حياتها وزيجاتها الـ8 بجانب الزيجات غير الرسمية، والأحداث الغريبة في حياتها، وبعد لقائه بها قرر كتابة المسلسل واتفق مع صادق الصباح على أن يُكتب في العقد أن المسلسل مستوحى من السيرة الذاتية لصباح وليس سيرة ذاتية بمعنى أنه يحق له تناول مراحل أو مقتطفات معينة من حياتها وليس كل حياتها، واستكمل “سافرت لبنان 6 مرات وكتبت المسلسل في 8 شهور ودى أقصى مدة كتبت فيها مسلسل في حياتى وكانت فيه مراجع تاريخية كتيرة جدًا والتجربة بحلوها ومرها أفادتنى ككاتب وإنسان”.

أما عن صباح فقد تحدث عنها كمن يتحدث عن ذكرى لامرأة جميلة غدر بها الزمن وسلب منها كل شيء، وتركها في النهاية كورقة الخريف الذابلة تعيش على الأطلال، تبكى أحيانًا وتضحك أحيانًا، وتصارع النسيان كثيرًا ولا تنسى في جميع الحالات أنها صباح، وعن ذلك اللقاء الأول له معها قال إنه تفاجأ بأن صباح تعيش حياة متواضعة جدًا ولا تليق باسمها، حياة بائسة صعب أن يعيشها من اعتاد على النجاح والشهرة والثراء، وبعد ذلك المشهد أصر على تأكيد ذلك المعنى في المسلسل، خاصةً في النهاية، وعن صباح وحالتها أثناء لقاءاته معها ذكر أنها عانت من بعض ألزهايمر لكنها كانت تحافظ على تركيزها في معظم اللقاءات.



وعلى العكس من فؤاد المهندس، تخوفت صباح من التعامل مع فداء في البداية بسبب سنه حسبما ذكره، “كانت قلقانة من سنى وشايفه أنه ممكن يكون فيه مؤلف أكبر سنًا يكتب لكن مع الوقت عرف أنها أثنت عليه”، وكشف عن الطلب الوحيد لصباح مؤكدًا أنها شددت عليه ألا يتناول سيرة هويدا ابنتها بأى شيء لأنها كانت تعلم أن حياتها بها الكثير من الأسرار والتفاصيل غير الصالحة لتناولها وعرضها على الجمهور.

وعن أكثر الأعمال المحببة له كمؤلف وأقربها لقلبه قال دون تفكير: “ريش نعام” لأنه مسلسل رومانسى قدمه بشكل مختلف بعد أن عُرِف ككاتب كوميدي، وبفضله انتقل لكتابة الدراما التراجيدية والرومانسية، واعتبره نقطة تحول في مشواره فتحت له المجال لتقديم أعمال من نفس النوع..
“قدمت أول ست كوم في تاريخ مصر كلها وأول مسلسل 60 حلقة اللى هو زى الورد واتعرض في رمضان”، هكذا استعاد فداء كواليس ريادته في تلك التجارب، مؤكدًا أن “ديدى ودوللى” بطولة معالى زايد وهالة صدقى كان أول ست كوم يقدم في مصر، ونقل فكرة “الست كوم” وقتها من الخارج لتتوالى بعدها أعمال “الست كوم” بشكل مكثف إلى أن فقد معناه والاهتمام به، “كانت تجربة مميزة لي، لأنى كنت أول واحد كتبتها وشفت ما لا يقل عن 2000 حلقة “ست كوم” قبل ما أكتب للتعرف على كيفية كتابة هذا النمط من الدراما”.

“مفكرنيش بفؤاد المهندس غير حمادة هلال ومسلسله السنة دى”، مفاجأة فجرها فداء في ختام حديثه، مؤكدًا أنه من خلال الكواليس وجلسات العمل في مسلسل “قانون عمر” استعاد روح فؤاد المهندس؛ نظرًا لاهتمام حمادة على حد وصفه بالتفاصيل والنص، “بنقعد على كل 3 حلقات، والفرق انى كنت بروح لفؤاد المهندس لكن حمادة هلال هو اللى كان بييجى لى علشان هو شاب وهو الوحيد بعد المهندس اللى اهتم بالنص وتفاصيله واتناقش معايا فيه وفكرنى بالأيام الحلوة”.


الحوار منقول عن بتصرف النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية