رئيس التحرير
عصام كامل

الأوامر المنسية من القرآن (9)


نواصل هذه المقالات التي تتوقف عند الأوامر القرآنية الصريحة التي تناساها الناس أو نسوها واهتموا فقط بالأوامر الخاصة بالشعائر مثل الصلاة والزكاة والصوم.. ونتوقف مباشرة عن قوله تعالى: "ولا يغتب بعضكم بعضا" وهو أمر مباشر وصريح لا يقبل أي تأويل وفيه نهي للغيبة التي تعني ذكر الغير بما يكرهون أثناء غيابهم وغيبتهم وعدم وجودهم..


الغيبة آفة أصابت مجتمعاتنا لتضرب العلاقات بين الناس وتسهم في إفساد العلاقات بينهم بل وبين غيرهم ممن يشكلون أطراف الغيبة وهم غالبا لا يعرفون المغتاب أو على الأقل لا يعرفون موضوع الغيبة أو على أقل الأقل لا يعرفون تفاصيله فيَتسرعون ويأخذون موقفا من المغتاب دون أي داع، دون أن يكون للمغتاب القدرة في الدفاع عن نفسه وهنا يكون الظلم مضاعفا!

هذه العادة السيئة المخالفة الصريحة للأوامر الإلهية توسعت الآن فلم تعد في لقاءات الناس أو أحاديثهم الهاتفية بل أصبحت في وسائل الاتصال الحديثة التي نتجت عن ظهور الإنترنت!

قليل من الدبلوماسية واللياقة يمكن بهما الاستغناء عن الغيبة وهي مواجهة المغتاب في وجهه بما لاحظناه عليه وبشكل لا يشكل عدوانا أدبيا على شخصه إذ يمكننا أن نَستفهم منه على الشيء الذي وصل إلينا دون أن نجرحه فربما ينفي ما ورد إلينا أو ربما يشرحه وهنا ستبقى العلاقات طيبة لم يدخل فيها الشيطان!

أما الذين يغتابون الناس في أمور لا تعنيهم فهم ممن تسيطر عليهم شهوات شريرة لا نفهم سببها ولا مبرر لها إلا مشكلات نفسانية تجعل متعتهم في تناول غيرهم بسوء وفضلا عن أنها لأشياء لا تخصهم فيكون الحصاد خطايا لا حصر لها، فضلا عن خوف الناس منهم والتعامل معهم بحذر واقتراب أشباههم منهم حتى لا يبقى حولهم من أهل الخير أحد!
فلنستجب جميعا لأوامر الله.. يرحمكم ويرحمنا!
الجريدة الرسمية