رئيس التحرير
عصام كامل

أول فتوى للشيخ محمد عبده حول ارتداء البرنيطة

فيتو

في يونيو عام 1899 صدر مرسوم من الخديو عباس حلمى الثانى بتعيين الشيخ الإمام محمد عبده (ولد 1844 ورحل 1905) مفتيا للديار المصرية فسعى نحو إصلاح مجلس الأوقاف الأعلى، وكما نشرت مجلة "الهلال" في عام 1968 كان للشيخ الإمام منهج للإصلاح الدينى مستمدا من منهج الأستاذ جمال الدين الافغانى كسبيل لتجديد حياة الشرق، فقدم بناءً فكريا مكتمل الأركان ظهرت في عدة مقالات نشرها في جريدة الوقائع المصرية.


وفى عام 1900 قدم عدة فتاوى متنوعة كتب عنها في الوقائع فقال: بخصوص لبس القلنسوة أو البرنيطة التي يلبسها أهل أوروبا، فقد شاع بعض علماء مصر بأن رجلا من ترتسفاليا أفتى بجواز لبس البرنيطة وأن بعض الناس أكبر هذه الفتوى جهلا منهم بالدين.

وقد تبين أن الإسلام لم يقيد أهله بزى مخصوص لأن الزى من العادات التي تختلف باختلاف حاجات الشعوب وأذواقهم وطبائع بلادهم فهو مباح لهم.

فلم يكن من حكمة هذا الدين العام لجميع البشر أن يقيد شعوب الأرض كلها بعادة طائفة منهم كأهل الحجاز أو غيرهم ولهذا لبس النبى من لبوس النصارى مثلا ويوجد في هذه البلاد أفراد تلبس البرانيط لقضاء مصالحهم وعود الفوائد إليهم فهل يجوز هذا أم لا؟

وأما لبس البرنيطة فلا دليل في الكتاب ولا في السنة على منعه، وإذا لم يقصد فاعله الخروج من الإسلام والدخول في دين غيره فلا يعد مكفرا.

وإذا كان اللبس لحاجة من حجب الشمس أو دفع مضرة أو دفع مكروه أو تيسير مصلحة.. لم يكره كذلك لزوال معنى التشبه على أن لبس البرنيطة ليس خاصا بأهل دين من الأديان، فالمسلمون قد لبسوا نوعا منها قبل أن يعرفوا الإفرنج سموه "البطرلة" في بلاد النبط ومن جاورهم من العرب.

وكذلك أهل الأفغان ألبسوا بعض العساكر نوعا منها قبل أن يعرفوا الإفرنج، ويقال أنه لا تزال طائفة من مسلمى المغرب الأقصى يلبسون ضربا منه يسمونها المظلة وقد علمتم أن سلطان المسلمين الأكبر والأمراء قد أخذوا عن النصارى، بل جعلت الدولة العلية زى العلماء الرسمى شبيها بزى القسيسين الدينى لا العادى.

أيضا شيخ الإسلام في الآستانة مخصوص بالحلة البيضاء كبطريق الروم، وسائر لبوس التشريف للعلماء عندها مرتب على ترتيب لبوس القسوس في الكنائس أيام الأعياد.
الجريدة الرسمية