رئيس التحرير
عصام كامل

مجدي العمروسي يحكي مشواره مع العندليب الأسمر

مجدى العمروسى وعبد
مجدى العمروسى وعبد الحليم

في مجلة الكواكب عام 1977 وبعد رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، كتب مجدي العمروسي، رفيق مشواره ومحاميه يحكي مشواره معه.

فقال: عبد الحليم حافظ طول مشواره هو النفس الطويل، والإصرار المستمر والكفاح المستميت، والأمل الذي لا ينتهي عند حدود.

أضعفنا جسمًا وقوة وصحة وأكثرنا احتمالاً وصبرًا وإرادة، لم أره يائسًا مرة، أو منهزمًا مرة، أو غير عابئ بأي شيء حتى لو كان صغيرًا.

كان بالنسبة لي أغلى الناس وأعز الناس أحبه وأحترمه، كان صادقًا معي لا يقبل في شخصي طعنًا أو تجريحًا، لم يحارب أحدًا ولم يعرف الكراهية إطلاقًا متسامحًا، حتى مع من أساء إليه.. محبًّا ومحبوبًا، لم يستطع أحدًا مقاومة ابتسامته.

حليم كان يشعر أن عمره قصيرًا فأراد أن يتعلم في أسرع وقت كل شيء وأن يعمل كل شيء وأن يعاشر كل الناس.

رأيته يصادق إحسان عبد القدوس، ومصطفى وعلي أمين، ويوسف السباعي، وفتحي غانم، وأحمد رجب، ومصطفى محمود، وأنيس منصور، وأحمد بهاء الدين، وكامل الشناوي، وموسى صبري، وغيرهم ويتعلم من الجميع.

صادق لاعبي الكرة وكان صديقًا شخصيًّا لبعض الملوك والرؤساء الذين يحبونه حب الصديق قبل الفنان.

يصادق سائقه والسفرجي الخاص به والمكلف بملابسه في الاستوديو وعمال الكهرباء والكاميرا، يحب عبد الوهاب كما يحب كمال الطويل، والموجي، وبليغ حمدي، صادقًا صافيًا صريحًا مع الجميع.

مشوار 25 سنة مع عبد الحليم، كانت سنواته الأولى أحلى ما فيه.. وقت أن كنا نسهر ونضحك حتى الصباح ثم نبحث عن محل فول وطعمية أو محل فطير لكي نأكل بكل ما في جيوبنا.. نأكل الذرة المشوي، والتين الشوكي، والخس، والترمس، على كورنيش الإسكندرية أو على شاطئ النيل.

كانت أشق ما فيه سنواته الوسطى سنوات الكفاح والعرق والبناء وتكوين الشخصية، أما سنواته المرة فهي سنواته الأخيرة، سنوات المسئولية والمحافظة على القمة والصراع مع المرض.
الجريدة الرسمية