رئيس التحرير
عصام كامل

نهاية أمريكا!


قالوا قديما "لحظتان لا يمكن للإنسان أن يحددهما بدقة.. اللحظة الحقيقية للانتقال من اليقظة إلى النوم واللحظة التي تتراجع فيها الإمبراطوريات الكبرى والحضارات العظيمة"! ويبدو أن الولايات المتحدة أكبر قوة عرفها التاريخ تسير بأسرع مما تخيلنا إلى الانهيار.. في أسبوع واحد ثلاثة مشاهد يجب أن يتوقف الجميع عندها..


الأولى معركة بين ترامب وزعماء قمة الدول المتقدمة الكبرى وانسحابه المفاجئ وإهاناته لزعماء الدول الأخرى، وتهديده لرئيس وزراء اليابان، وحدته مع الرئيس الفرنسي وكلها أشبه بمعركة لسكير عربيد في إحدى البارات الشعبية!

أما الثانية ففي الأسبوع نفسه ترد الصين على ترامب برسوم جمركية كبيرة ردا منها على إجراء مماثل له وصف أنه قرار أهوج ومتسرع..

إنما المشهد الثالث فهو أكثرهم مدعاة للتأمل.. الولايات المتحدة تنسحب من مجلس حقوق الإنسان التابع لجمعية العامة للأمم المتحدة!! هذا ثاني هيئة أممية كبيرة تنسحب منها أمريكا لبعد اليونسكو!!

هذا يعني عدة حقائق أولها صارت أمريكا تابعة رسميا للعدو الإسرائيلي ورؤسائها لا يديرون بلادهم لمصلحة المواطن الأمريكي.. وثانيها فقدان أمريكا ذاتها لسيطرتها على دول المنظمة الدولية التي كانت سابقا تأمر بعضهم وتتآمر على بعضهم الآخر فتسير الأمور كما تريد.. الآن تقف أمريكا مهزومة مشلولة غير قادرة على الفعل فلم يكن أمامها للمرة الثانية إلا الانسحاب!

قبل هذا الأسبوع الجمعية العامة تصدر قرار لدعم فلسطين بأغلبية كبيرة وقبلها تنجح الضغوط العربية لمنع الأرجنتين من اللعب في الأرض المحتلة وقبلها تنجح الدول العربية من منع العدو الإسرائيلي من عضوية مجلس الأمن وفي كل ذلك وقفت أيضا أمريكا عاجزة مهزومة!

هل هي اللحظة المقصودة؟ الإجابة لن نستطيع الجزم بذلك.. فلن نعرف إلا إذا شهدنا لحظة الانهيار ذاتها.. إلا أن الإمبراطوريات الكبرى لا تنهار بين يوم وسنة.. إنما يأخذ الانهيار وقتا.. لكننا ربما.. ربما.. نكون شَهدنا بدايته!
الجريدة الرسمية