رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى أمين يكتب: أول مطرب يغني على المسرح واقفا

فيتو

في كتابه "مسائل شخصية" كتب الصحفى الكبير مصطفى أمين فصلا كاملا عن العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ "ولد في 21 يونيو 1929، ورحل 1977".


قال فيه:"كسر تقاليد غناء الرجال منذ ظهوره فكان أول مطرب يقف على المسرح ويغنى.. فكل الذين سبقوه اعتادوا الجلوس على كرسى ومسك العود حتى لو لم يجيدوا العزف عليه. ولم يقف على المسرح قبله سوى سيدة الطرب أم كلثوم".

وتابع: "كما أدخل المطرب عبد الحليم حافظ نظام الحركة على المسرح يغنى ويتحرك ويعزف على الرق أو الناى أو يصفق بيديه أو يقود الفرقة الموسيقية بيديه حتى أن الموسيقار محمد عبد الوهاب قال لى عنه "الواد ده ناقصه يجيب سندوتش وياكله على المسرح".

وأضاف "أمين":"لم أكن أعرف عبد الحليم حافظ في بدايته حتى جاء يوما ودخل مكتبى في أخبار اليوم شاب صغير رقيق متواضع وقال اأنا عبدالحليم حافظ.. كان حجمه صغيرا يخفى عمره وقال: جئت أطلب مشورة الصحفى الكبير مصطفى أمين فماذا أفعل لأنجح ؟.. قلت له: لا تقلد أحدا.. كن عبد الحليم حافظ فقط، فكل من قلدوا محمد عبد الوهاب ماتوا في بداية الطريق.

وأردف: تصورت في ذلك اليوم وبهذه النصيحة أنى قدمت لعبد الحليم روشتة النجاح وإذا بى أكتشف أنني لم أقدم له نصيحة لكنى قدمت له مصيبة، فحين تعاقد معه المتعهد صديق أحمد على على أن يغنى ثلاثين ليلة بالمسرح القومى بالإسكندرية ووقف يغنى أغنية "صافينى مرة" وإذا بالجمهور يصيح طالبا أغانى عبد الوهاب حتى أنهم رموه بالبيض والطماطم لينزل من على المسرح".

واستطرد:"نزل عبد الحليم من على المسرح وهو يبكى وترك المسرح لكنه لم ييأس أبدا وظل يقاوم ويقاوم ويحاول.

حرص على أن يختار كلمات أغانيه في وقت غنى فيه عبد الوهاب تراعينى قيراط أراعيك قيراطين وأشوفك بعين أشوفك باثنين، وغنى عبد العزيز محمود يا شبشب الهنا يا ريتنى كنت أنا، وحين غنى أغنية "بتلومونى ليه.. لو شفتم عينيه حلوين أد إيه" ذهبت لأسمعه فتقابلت مع حبه الأول عام 1956 من نظرته إليها وهو يقول (لو شفتم عينيه حلوين أد إيه) قلت يومها عبد الحليم: عرفت حبك فين بالضبط".

وواصل الكاتب الكبير:"قال من قال لك ؟ قلت هي نفسها، فقد تكلمت عيناك في مواجهة عينيها وأعلنت سر الحب.. كانت سيدة متزوجة من سفير ثم انفصلت عنه، وبدأ عبد الحليم يستعد للزواج منها لكنها سقطت فريسة لمرض السرطان".

واختتم "أمين" مذكراته عن عبد الحليم وقال:"في الستينيات أحب عبد الحليم نجمة سينمائية شابة وأحبته وقابلتها في بيته أثناء مرضه، وصرح لى بأنه يحبها وهى تحبه وسألنى عن النصيحة في الزواج منها، فقلت له إن تجربة زواج النجم من النجمة السينمائية لم تنجح من قبل وإن أحدهما يطفئ الآخر، بل يقضى عليه، وبعد أيام وبالمصادفة نصحه الشاعر كامل الشناوى بإنهاء قصة حبه للنجمة السينمائية وقال إنها تسهر كل ليلة في بيتها مع صحفي معروف.. ورفض عبد الحليم وتألم لكنه أكمل مسيرته وظلا أصدقاء".
الجريدة الرسمية