رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الحليم حافظ في حوار إذاعي نادر عام 1954

فيتو

أجرى المذيع على فايق زغلول حوارا نادرا مع المطرب عبد الحليم حافظ عقب عودته من أول رحلة علاج في لندن أمضى فيها أكثر من ثلاثة أشهر لإجراء عملية جراحية عام 1954 وأعادت نشره مجلة الإذاعة.


سأله على فايق زغلول عن الموضوع الذي كان يشغل تفكيره لحظة دخوله إجراء العملية الجراحية.

قال عبد الحليم: "ما كان يشغل تفكيرى هو عملى وفنى اللى دايما أحب أقدمه فمثلا في أفلامى الموسيقية أكون مسئولا عن الناحية الموسيقية فيها كلها سواء التأليف أو التلحين أو مونتاج الأغانى.. كل هذه الأمور كانت تشغل تفكيرى وكنت أقول لنفسى يا واد وأنت عيان مين يقدر يقوم بكل هذا لأنه مفيش حد يقدر يخدم على المطرب أكثر من نفسه".

سأله المذيع: "وماذا عن صحتك؟".

قال: "صحتى مهمة لكن المسئولية أهم من أي حاجة في الدنيا".

قال زغلول: "لو كنت عرفت أن الجراحة ستؤثر على صوتك كنت برضه عملتها ومش مهم الشهرة والمجد ولا كنت فضلت تحمل الآلام وتستمر في الغناء إلى الناس؟".

رد عبد الحليم: "أنا قعدت سنتين أدرس تأثير العملية على صوتى وأكد لى الأطباء أنها لن تؤثر على صوتى فعملتها، لكن لو كانت ستؤثر كنت أفضل أن أظل أغنى لآخر يوم في حياتى علشان أسعد الناس ومش مهم الألم وأنا غنيت وأنا عيان فهل أحس الناس أنى عيان؟".

سأله زغلول: "ما هو الدرس الذي تعلمته في هذه المحنة؟".

قال: "في ناس كانت معارضة سفرى أعتقد أن هؤلاء مستفيدون من وجودى، أيضا الأصدقاء بان منهم كتير قوى مين الكويس ومين الوحش، فمثلا بان لى أن فيه أصدقاء كويسين قوى قوى وفيه أصدقاء وحشين قوى قوى مايستهلوش الصداقة، يعنى مثلا تجد الصديق في المحن يقف بجانبك يسندك وفى فرحتك تلاقيه حواليك، وهنا يجب على كل فنان أو على كل إنسان في هذه الحياة أنه يبص جنبه علشان يعرف العدو من الصديق".

سأل المذيع: "يا ترى مافيش في حياتك قصة حب؟".
 
قال: "والله يا أستاذ لغاية دلوقت مافيش".

سأله: "ما هى المواصفات والمقاييس التي تطلبها فيمن تحبها؟".

قال: "أولا أن تكون إنسانة مؤمنة وإنسانة متعلمة ومتحضرة وتفرق بين الإيمان وبين التحضر ويمكن ربنا يوقعنى في واحدة مش موجود فيها الصفات دى لأن كل الحاجات دى قسمة ونصيب".
الجريدة الرسمية