رئيس التحرير
عصام كامل

تحركات الإخوان الأخيرة لتفكيك تحالف الإسلاميين والعلمانيين ضد أردوغان.. محاولات شرسة لاستعادة حزب السعادة الإسلامي لمعسكر الجماعة.. استقطاب أنصار فتح الله كولن.. خطب ود الحركات المتشددة لإرهاب الخصوم

أردوغان
أردوغان

تبذل جماعة الإخوان الإرهابية، وما تبقى من تنظيمها الدولي، جهودًا مضنية للتمسك بالأمل الأخير، في إبقاء رجب طيب أردوغان رئيسا لتركيا؛ لم يعد لديها أمل في البقاء بالتكية العثمانية، إلا عبر تفكيك تحالف المعارضة الإسلامية، الذي تكوّن مؤخرا مع العلمانيين، واستمالة الفريق الأقرب إليها بكل الحيل الممكنة، قبل فوات الآون.


استقطاب الإسلاميين حياة أو موت لـ«الإخوان»

تعلم الإخوان جيدا، صغر حجم وتأثير حزب السعادة الإسلامي في تركيا، إلا أنها تتخوف في الوقت نفسه، من أن يكون الحزب ممرا سريا لأتباع فتح الله جولن، ومن ناحية أخرى، تخاف من استخدامه بواسطة التيارات الليبرالية والعلمانية المنافسة لأردوغان، لتفتيت الأصوات الإسلامية، ودحض المخاوف التي زرعتها الإخوان، طوال العقود الماضية، في نفوس وعقول الإسلاميين من العلمانية.

وبحسب معلومات، تحاول الإخوان استقطاب حزب السعادة بكل الطرق، لعمل شروخ في التحالف الذي أجراه حزب الشعب الجمهوري، من أربع كيانات، تجمعه إلى جانب الحزب الصالح، والحزب الديموقراطي، والسعادة، فالخوف يحاوط الجماعة من كل جانب، في ظل الكوابيس التي تراود قياداتها، إذا ما حققت المعارضة التركية تعهداتها بإسقاط أردوغان.

مناورات لاستقطاب الخصوم

طارق البشبيشي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن جماعة الإخوان الإرهابية، تدرك تماما خطورة انهيار نظام أردوغان، لذا تستخدم كل ألاعيبها الخبيثة لتفتيت معسكر خصوم الرئيس التركي، بما فيهم الإسلاميون.

ويوضح «البشبيشي» أن ضمن تلك الألاعيب التي يجيدونها، استخدام الشعارات الدينية لدغدغة مشاعر المعارضة الإسلامية، التي يتزعمها فتح الله كولن، حتى يصوتوا لأردوغان على الرغم من المذبحة السياسية التي قام بها ضد أنصار كولن.

ويضيف: استقطاب من كانوا يتهمونهم بمحاولة الانقلاب المزعومة ضد أردوغان، أحد مهام الإخوان في تركيا، لكى يحافظوا على النظام الذي يحتضنهم الآن ويوفر لهم كل أشكال الدعم والملاذ الآمن.

خطب ود المتشددين لإرهاب الخصوم

من ناحية أخرى، قال الشيخ محمد دحروج، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن أردوغان لن يسعى إلى التحالف مع المعارضة ذات التوجه الإسلامى، بقدر ما سيسعى لخديعتها، مؤكدا أن ما فعله أردوغان في تيار فتح الله جولن، المنافس القوى والرئيسى له في تركيا، لا يزال شاهدا على عدم قبوله، بوجود تيار سياسي يمثل الإسلاميين، سوى العدالة والتنمية.

وأكد «دحروج» أن الإخوان وأنصار أردوغان، يتبعون هذه السياسة الاقصائية، حتى لو أظهروا عكس ذلك، بما سيدفعهم في النهاية، إلى خطب ود الحركات الإسلامية المتشددة، لإرهاب المعارضة الإسلامية، كما سبق واستعانوا بهم إبان الانقلاب المزعوم والمدبر للقضاء على تيار جولن.

وأشار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إلى أن حزب السعادة التركى، لا يعول عليه كثيرا في نتائج الانتخابات التركية، لذا سيحاول الإخوان ترويض التيارات السلفية، التي أعطاها أردوغان حرية التنسيق على الأرض، بل واستغلها في الحرب السورية كورقة ضغط على جميع الأطراف المتنازعة، وذلك لعمل ثقل سياسي وانتخابي، يرجح كفته للنهاية.
الجريدة الرسمية