رئيس التحرير
عصام كامل

منتخب فيفي عبده وأبو هشيمة


الحمد لله أني لم أسافر إلى روسيا لا مع اتحاد الكرة ولا مع الشركة الراعية حتى لا يفسر كلامي على أنه دفاع من أجل مصلحة رغم أنها كانت أمنية حياتي أن أشاهد مباراة في المونديال من الملعب، ولكنها إرادة الله ولا أعلم إن كان الله سيمد في عمري لتحقيق حلمي أم لا.


ولكن بعد هزيمة المنتخب من روسيا اختلط الحابل بالنابل وتحول لاعبو المنتخب الوطني إلى مجموعة مارقين وخارجين عن القانون وكأنهم لم يسعدونا يوما، أو أننا لم نغب عن المونديال 28 عاما، وأصبحنا نطالب برقبة كل لاعب وكل مسئول باتحاد الكرة وما أشبه الليلة بالبارحة!!

أتذكر وقائع كثيرة مشابهة كانت كافية لتأخر وصولنا للمونديال لمدة 28 عاما وما زلت أتذكر كلام الكابتن الجوهري رحمة الله عليه أنه أكثر من تولي المنتخب ورغم ذلك لم يحصل على فرصته ؟! كيف؟

قال لي الكابتن الجوهري إنه بعد التألق في المونديال (90) بدأ في إعداد فريق جديد للحفاظ على ما وصلنا إليه ولكن خسارة مباراة ودية أمام اليونان بخماسية أطاحت به وبأحلامه، وفي المرة الثانية أيضا وبعد أن أسعد الشعب في أمم أفريقيا 98، وبعد أن هتف له الجمهور في أول مباراة أمام المكسيك التي فازت بالبطولة خرجت الجماهير تطالب برقبته بعد الخسارة أمام السعودية ورحل وظللنا في التيه حتى 2006.

ومع تألق المنتخب في كأس القارات بجنوب أفريقيا 2009 والفوز على إيطاليا حامل لقب المونديال والخسارة من البرازيل بفارق هدف وتشجيع الجماهير، ومع خسارة لقاء أمريكا بالثلاثة ظهر أن معسكر المنتخب كان فيه تسيب وبنات ليل تطلع غرف اللاعبين وهراء كثير لمجرد الهزيمة.

انا لا اقول ذلك دفاعا عن أحد ولكن أخشي ما أخشاه أن نعود للتيه من جديد وندور في حلقات مفرغة قد تكلفنا الكثير.. نعم أنا غاضب مثل كل مصري، وكنت أمني نفسي بان يصل المنتخب لأقصى درجة في المونديال، ولكنها مشيئة الله وليس في الإمكان أبدع مما كان.. نعم طريقة كوبر لا تستهويني ولكن من كان يستطيع أن يقترب من كوبر وهو صاحب بصمة الوصول للمونديال بعد غياب طويل.

وأقول عن تجربة ومعايشة لمعسكرات المنتخب في أوقات كثيرة أن كثرة الكلام عن المعسكر فيه مغالطات كثيرة وافتراءات جمة والذي أعرفه أن هناك نظام صارم داخل معسكرات المنتخب، بمعني أنه في سفريات كثيرة يتواجد فيها أكثر من عضو مجلس إدارة مع البعثة، ولكن لا يقترب أحد من اللاعبين أو الجهاز الفني وما أعرفه أن المهندس إيهاب لهيطة مدير المنتخب نفسه يرفض حضور المحاضرة التي تسبق أي لقاء فماذا بعد ذلك ؟!

أرجو في ذروة انفعالنا ألا ننسي أن هؤلاء فرحونا في أوقات كثيرة وأمامهم مستقبل كبير ولا ننسي أن هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة رجل بمعني الكلمة ونجح فيما تعهد به من الوصول للمونديال... ولكن هل هناك من يريد أن نعود إلى نقطة الصفر ؟!

تكلموا كثيرا عن أن الفنانين وبعض رجال الأعمال والشركة الراعية هم السبب في الهزيمة!! ولكن دعونا نفكر في هدوء.. ومن في مصر لا يمني نفسه بالذهاب للمونديال والتقاط صور تذكارية.. أمور طبيعية تحدث في أي مكان ومتأكد رغم عدم وجودي هناك أنه ليس هناك تأثير على المنتخب بسبب هذه الجزئية.. ولم نرصد صورة لفيفي عبده مع اللاعبين مع أنه حقها الطبيعي أن تسافر كمشجعة على نفقتها أو نفقة الغير.

وتحدث كثيرون عن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة وكيف يتواجد في الملعب وأنا أعلم أن الرجل كان شريكا في رحلة الوصول للمونديال بمكافأته الضخمة لتحفيز اللاعبين في كل مباراة في التصفيات دون إعلان واحد عن أنه دفع كذا أو كذا وعلي الجميع أن يراجع ماذا قدم الرجل من مكافآت للفريق بعد الوصول للمونديال - أقول هذا الكلام ولم ألتق يوما أبو هشيمة أو غيره ولكنها محاولة توضيح حقائق.

أليست هذه هي الشركة الراعية التي ساندت ودعمت المنتخب في أحلك الظروف.. الآن أصبحت متهمة بكل نقيصة؟! 

شيء من العقل يرحمكم الله... المؤكد أن هناك أخطاء وعلينا مراجعتها بهدوء، والبناء على ما وصلنا إليه بدلا من هدم المعبد على من فيه..

اتحاد الكرة لم يقصر في طلبات الفريق ولم يتدخل أحد في أعماله والمهندس هاني أبوريدة رجل محنك أرجو ألا نخسره خاصة وأنه مع أزمته الصحية الأخيرة كان حريصا على التواجد مع المنتخب دعما للفريق واجتهد في كل شيء.

قلبي مع أحمد فتحي هذا النجم الخلوق المقاتل الذي يتعرض لحملة تشويه واسعة متناسين تاريخه الكبير مع المنتخب، ولكن دائما وبعد أن يهدأ الجميع سيعلم كل شتام أن الرجل لم يقصر، ولا أي رجل في المنتخب قصر مع احترامي لآراء كثيرة يحاول أصحابها السير في ركاب الموجة، وأحمد الله أنني لن أكون مع هذه الموجة التي قد تعيدنا سنوات طويلة للوراء.
 
هذه شهادتي لوجه الله ولا أبغي من ورائها إلا صالح بلدنا.
الجريدة الرسمية