رئيس التحرير
عصام كامل

شبه منتخب


لدينا أشياء شبه الأشياء ولكنها ليست الأشياء.. لدينا أندية وملاعب ومدرجات ولاعبون وكلهم أشباه وليسوا أندية ولا مدرجات ولا لاعبين.. هذا هو حالنا في السياسة كما في الكرة وفي الاقتصاد كما في الإنتاج.. تجاربنا كلها مجرد "شبه" وليست حقائق، والمثير أننا أيضا نندهش عندما لا نحقق نتائج مثلما حدث في كأس العالم ودهشتنا أيضا مجرد شبه، فالمندهشون من أمر إنما يسعون إلى الغوص فيه وتحويله إلى حقيقة أما نحن فإن دهشتنا وصدمتنا مجرد شبه ليس إلا.


سيعود المنتخب وسنتباري في شراء اللاعبين والصراع على الدوري، والدوري أيضا شبه مسابقة وليس مسابقة، وسنصرخ حينما يلتقي قطبا الكرة، وقطبا الكرة أيضا أشباه.. الاقتصاد في بلادي مجرد شبه، والإصلاح الاقتصادي ليس إلا شبه، والأحزاب والديمقراطية مجرد "شبه".. لدينا انتخابات وهي أيضا مجرد شبه فيها صناديق وأصوات وناخبون ولكنها في النهاية مجرد شبه، كما عبر الأبنودي عن الجوع.. مجرد شبه وضلوع!!

والأكثر إثارة أن الإعلام لدينا هو "شبه" أيضا لدينا قنوات وصحف ومواقع إلكترونية وصحفيون وإعلاميون وكلنا مجرد "أشباه"، أشباه صحف وأشباه قنوات وأشباه إعلاميين وصحفيين ثم نتساءل لماذا لا يقبل علينا القراء.. القراء أنفسهم مجرد شبه.. السينما "شبه" والثقافة "شبه" وعندما نقول شبه عليه الأمر أي اختلط عليه الأمر، فالأشباه مجرد اختلاط للأمور أو مجرد مثيل ليس أصلا.

المنتخب المصري في روسيا "شبه منتخب" حتى لا يختلط علينا الأمر، والمنتخب جزء من أفكارنا وطريقتنا في الحياة ولا يمكن أن نتصور أن نعيش في مجتمع هو في الأساس مجرد "شبه مجتمع" ونطلب منه أن يكون أصلا وأن يفوز ويهزم الآخرين، الذين هم في الأساس أصول حقيقية وليست أشباها.

وهذه ليست دعوة للاستسلام وإنما مجرد قراءة في الواقع الذي يجب أن نتعامل معه وإن شئت الدقة فلنقل إنها مجرد شبه قراءة.
الجريدة الرسمية