رئيس التحرير
عصام كامل

هل مصر بهذا السوء ؟!


الواقع للأسف يقول إنه جرى إهدار أكثر من مليار جنيه على مسلسلات رمضان، بالإضافة لإعلانات لا هدف لها إلا الاستهلاك النهم الذي يتفجر في هذا الشهر الفضيل بصورة تبرز التناقض الحاد في مجتمعنا بين ما أراده الله لنا من شهر الصوم وما أراده لنا صناع الدراما من إزهاق هذه الروح الروحية؛ إشباعًا لغرائز تزيدنا وهنا وانحطاطًا.. ما يطرح سؤالًا آخر: هل مصر بكل هذا السوء الذي تقدمه الدراما التليفزيونية؟


أين القدوة الحسنة والقيم المراد غرسها في أبنائنا والروح المراد إشاعتها بيننا والنماذج المراد محاكاتها.. والسؤال بصيغة أخرى: أين ذهب الفن الملتزم بقضايا مجتمعه.. ومن يقف وراء جرجرة هذا المجتمع إلى الخلف وإغراقه في السطحية والعنف والفهلوة والدجل والاستسهال والابتزاز وتغييب العقل.. ماذا قدمت تلك الأعمال من قيم معرفية أو ثقافية أو دينية صحيحة.. هل حاولت إصلاح الخطاب الديني ومجابهة الفكر المتطرف..

هل عرضت بأمانة وموضوعية ما يحاك ضد مصر من مؤامرات وفتن تحيكها دول وأجهزة مخابرات وتنفذها عناصر إرهابية مأجورة تعمل لحساب الخارج لتدمير البلاد والعباد.. هل ابتعثت الدراما نماذج تاريخية إنعاشًا لذاكرة الأمة بالأمجاد والانتصارات بعد أن طواها النسيان وابتليت بالفساد والتطرف والإرهاب؟!

كم رجوت لو حاولت تلك المسلسلات الإجابة عن سؤال محوري: ماذا أرادت أمريكا والغرب وجماعة الإخوان الإرهابية بما حدث في مصر غداة 25 يناير 2011.. وماذا فعل نشطاء السبوبة الذين قبضوا بالدولار.. وكيف اخترق الإخوان ملفات الأمن القومي وجنّدوا شبابًا، واستهدفوا رجال الجيش والشرطة والقضاء والإعلام لتمزيق مصر؟!
الجريدة الرسمية