رئيس التحرير
عصام كامل

هل تحل بركة الشيخ الطنطاوي على المنتخب المصري في روسيا؟

الشيخ محمد عياد طنطاوي
الشيخ محمد عياد طنطاوي

صدفة رتبها القدر حيث يتواجد لاعب منتخبنا محمد صلاح الآن على بعد 15 كيلو فقط من قبر الشيخ محمد عياد الطنطاوي ابن بلدته قرية نجريج في محافظة الغربية، الذي وصل إلى مدينة سانت بطرسبورج عام 1840 في عهد محمد على باشا.


الشيخ الفقير

انتقل الطنطاوي من غنى والده إلى فقر اليتم وكان عمره ثلاث عشرة سنة، واضطر إلى العمل بعد أن كان ابن تاجر مقتدر يملك بيوتًا في طنطا ومحلة مرحوم القريبة وفي نجريج. يقول طنطاوي في رسالة إلى صديق فرنسي إنه “عاشر بعض الإفرنج المقيمين في مصر وأول من عاشرته حضرة الخواجة فرين، وهو يحب اللغة العربية بالطبع، فكان يحثّني دائمًا على الاشتغال وهو الآن قنصل فرنسا في جدة" فرين، هذا القنصل المستعرب، كان من سحب الطنطاوي من عالم الفقه والدراسات الدينية إلى عالم الأدب والتاريخ ثم إلى دراسة اللغة الفرنسية. ويدين الطنطاوي لمستشرق روسي ولد بعد وفاة الشيخ بعقود وهو إغناطيوس كراتشكوفسكي، الذي حقق وطبع مذكرات ورسائل المدرّس المصري بناء على أوراقه المحفوظة في كلية الدراسات الشرقية في سان بطرسبرج عام 1929.

كان للأجانب دور مهم في حياة الطنطاوي، فبعد فرين التقى مع "الخواجة بورنير الحكيم في القصر العيني سابقًا– وهو رجل حسن الأخلاق والطباع، يشفي ويبشر المريض قبل علاجه، والخواجة بيرون مدير القصر العيني الآن، وقد قرأ معي كثيرًا من ترجمات الأغاني وانساب العقد… وكنت أعمل في مكتب الإنجليز في مصر وذلك قبل سفري بسنة".

ولأنه كان يعلّم اللغة العربية لأجانب كثيرين وبينهم بعض الروس فقد تلقى الطنطاوي دعوة رسمية وجهت إلى بلاط الوالي محمد على عام 1840، ليذهب إلى سان بطرسبرج لتدريس اللغة العربية.

تحفة الأذكياء

وضع الطنطاوي كتابًا عن روسيا سمّاه "تحفة الأذكياء بأخبار بلاد الروسيا" عام 1850، إضافةً إلى كتب أخرى في اللغة والأدب العربي والكثر من الرسائل (منهم رسالة للطهطاوي نفسه). وأبدع ما في كتاب الطنطاوي الجزء الذي يتحدث فيه عن العادات والتقاليد والتنظيم الاجتماعي، لا سيما ملاحظته اللافتة أن سفور النساء في روسيا يخلق نوعًا من “العشرة وحسن الأدب”، فتقل معه الحاجة إلى "التعلق بالغلمان" كما كان الحال في مصر آنذاك، كما يبدو من تلميحاته.

وفاته
عانى الشيخ الطنطاوي في سبتمبر 1855 شللًا أصاب أطرافه السفلى، ثم امتد هذا إلى يديه، ومع ذلك فقد ظل يعمل، لكنه خضع للضعف العام الذي ألم بجسمه إلى أن خرج من الخدمة في 31 يناير عام 1861 م، ووري الثرى في مقبرة فولكوفو الإسلامية، وكتب على شاهد قبره: "هذا مرقد الشيخ العالم محمد عياد الطنطاوي، كان مدرس العربية في المدرسة الكبيرة الإمبراطورية بسان بطرسبرج، وتوفي في 27 أكتوبر 1861 م، وأقيم تمثال للشيخ بجامعة موسكو.

الجريدة الرسمية