رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قبل حركة المحافظين!!


خلال ساعات أو أيام قليلة سوف يتم الإعلان عن حركة المحافظين الجديدة، وأتمنى للدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء التوفيق في حسن الاختيار، لأن الظروف الحالية للبلد تتطلب محافظا بدرجة فدائي ولديه رؤية لحسن استغلال الإمكانيات والموارد الموجودة في محافطته، وتكون مهمته الأساسية هي الاستثمار والتشغيل للقضاء على مشاكلنا المزمنة والتي تتفاقم يوميا، فنحن لا نحتاج إلى المحافظ الذي يشغل نفسه بالتفتيش على كشوف الحضور والانصراف لموظفيه وكأنه مدير لشئون عاملين..


ربنا سبحانه وتعالى منح بلدنا ثروات وموارد طبيعية لا تحصى ولا تعد ووهب كل محافظة ميزة تنافسية مختلفة عن الأخرى من الموانئ والآثار والزراعة والصناعة والبحيرات والسياحة (شاطئية ودينية وعلاجية)، أو فرع لنهر النيل في 20 محافظة، أو موقع على البحر، أو ثروة سمكية أو تعدينية أو معجزة إلهية؛ ففى سيناء كلم الله موسى، وفى دمياط التقاء النهر بالبحر، ومن العريش لأسيوط 25 مسارًا للعائلة المقدسة..

وفى محافظات القناة أهم ممر ملاحى دولى، 11 محافظة مطلة على البحرين الأحمر والمتوسط ومؤهلة لكى تكون مناطق حرة أفضل من دبى وهونج كونج وسنغافورة، حتى سوهاج التي توصف بأنها المحافظة الأكثر فقرًا فإنها تطل على نهر النيل وبها مساحة أراضٍ كبيرة صالحة للزراعة، ومدينة تعوم على الآثار (أخميم)، وفيها أيضًا محاجر ومطار وجامعة وصناعات يدوية، ومع ذلك سوهاج تكتوى بنيران الفقر والجهل والمرض.

المحافظات المصرية لا تعانى من فقر الموارد بقدر معاناتها من فقر الفكر، لذلك كنت وما زلت أتمنى أن تكون الإدارة للعقلية الاقتصادية الاستثمارية، حتى المحافظات التي تتطلب إدارة عسكرية أو أمنية يكون بجانب محافظها مستشار اقتصادى.

حال المحافظات لا يسر عدوًا ولا حبيبًا وتعج بالمشكلات والمواطنون نادرًا ما يتذكرون محافظًا ترك بصمة أو إنجازًا حقيقيًا.. الأسبوع الماضي وصلني بيان صحفي مرفق به صور وفيديو لأحد محافظي الدلتا وهو يسلم سيدة مسنة ومريضة كرسيا متحركا، نوعية هؤلاء المحافظين لا يجب أن يكون لهم مكان في المرحلة القادمة لأنهم يخصمون من رصيد الرئيس في الشارع.

المحافظات طاردة للسكان، وعبء على العاصمة بسبب سوء الخدمات وانتشار البطالة وانعدام التنمية، وبعض المحافظين يتعاملون مع المستثمرين على أنهم حرامية ولصوص؟! المحافظ الكفء يحمل الكثير عن كاهل رئيس الجمهورية، ويستثمر الموارد المتاحة لديه ولا يكون عبئًا على الميزانية العامة للدولة، ومصر تفتقد المحافظ المبدع اقتصاديًا، ولذلك كنت أتصور أن يكون لدينا حصر للشخصيات الاقتصادية الناجحة في القطاع الخاص والجامعات والتي لها تجارب عملية ناجحة وليست نظرية فقط، ويتم تأهيلهم ثم تعيينهم محافظين أو نواب محافظين ومستشارين بصلاحيات لمدة وبمهام محددة، ثم يكون هناك حساب وثواب وعقاب.

لدينا حاليا قانون جديد يشجع الاستثمار، وأيضا خريطة استثمارية موحدة تشمل كل الفرص الاستثمارية المتاحة في كل المجالات.
 
ولكن النجاح يتوقف على عقلية الإدارة المحلية التي تطبق القانون وتتعامل مع المستثمرين.. نحن في أشد الحاجة إلى مبدعين لا إلى موظفين.

لذلك أتمنى عدم المجاملة في اختيار المحافظين؛ لأنهم واجهة الحكومة، وأول من يتعامل مع المواطنين، ويستطيعون إما تخفيف معاناتهم أو زيادتها، وبالتالي إنهاء الأزمات أو اشعالها ورغم أن نظام المركزية والإدارة المحلية عندنا ما زال يقيد سلطات المحافظ، وهو فعليا ليس كما يقال إنه رئيس الجمهورية في محافطته، ولكنه يستطيع بإخلاصه في عمله وحرصه على الصالح العام أن ينال احترام وتعاون جميع المؤسسات، ويفرض شخصيته من أجل خدمة الوطن والمواطن، وسوف تحيا مصر بتجويد وإتقان العمل، والإخلاص لله والوطن.

egypt1967@yahoo.com
Advertisements
الجريدة الرسمية