رئيس التحرير
عصام كامل

الأسئلة المهمة على هامش ملف «الإصلاح الاقتصادي»!


عشرات الأسئلة تطرح نفسها حول - حول وليس عن- الإجراءات الاقتصادية التي تجري منذ سنوات ضمن برنامج إعادة هيكلة وترتيب الاقتصاد والسياسات المالية في مصر.. تشغلنا ومعنا كل المهتمين لفكرة المؤامرة على مصر.. أولها هل يختم صندوق النقد الدولي بإصلاح الاقتصادي المصري ومن ثم إحداث تنمية حقيقية ومن ثم حدوث نهضة حقيقية في مصر؟ وهل إذا اهتم الصندوق هل سُيسمح له بذلك؟


الصندوق يعبر عن إرادات الدول الكبرى وعندما يرتبط الأمر بالأموال والاقتصاد نقف في الحال وجها لوجه أمام مراكز التحكم في الرأسمال العالمي الذي تهيمن عليه وبلا أدنى شك منظمات وشركات صهيونية بالكامل، وخلفها ومعها وأمامها بل وفوقها عائلات يهودية معروفة بالاسم وحدها تحكم  مصير الاقتصاد الأمريكي كله!

الإجابة عن السؤال بالإيجاب، وأن الصندوق يسعى أو يقبل بنهضة مصرية ينسف من الأساس فكرة المؤامرة على مصر ومعها كل تفريعاتها من "فيتو" غربي قديم من وجود دولة قوية بالمنطقة ومنطقتنا التي فيها العدو الإسرائيلي تحديدا!

السؤال الثاني.. فيتنام وتجربتها تدعو للحيرة.. عشر سنوات من القصف الأمريكي انتهى بتسوية فيتنام بالأرض وانتهت إلى مليون شهيد ومثلهم مرة ونصف جرحى و13 مليون نازح! حتى إنهم قالوا عند إعادة البناء أنهم لم يجدوا شارعا واحدا سليما! ومع ذلك تتوقف الحرب وتدخل فيتنام حربا أخرى مع الصين!

ولأن ليس عندهم ندابون ولا إعلاميون لم يقرأوا كتابا واحدا في الاقتصاد يصفون حسابات شخصية على حساب الوطن أو لعقد أو ضلالات تتملكهم وتهيمن عليهم.. لذلك ـ هناك ـ قلبوا الصفحة ولم يتحدثوا عن الماضي قط بل ويعتبرون زعيمهم وقت العدوان الأمريكي الرئيس "هوشي منه" بطل عظيم عبر عن إرادتهم وكرامتهم بل ويطلبون من ضيوف فيتنام زيارة قبره ونصبه وتمثاله التذكاري!

رغم أن خسائرهم تعادل خسائر مصر في حروبها كلها ثلاثين مرة تقريبا.. لكنهم بدأوا إعادة البناء والتنمية وبلغت الاستثمارات عام 2003 قيمة 3.2 مليارات دولار قفزت في 2008 إلى 71.1 مليار دولار وقدرت في 2016 بـ103.1 مليارات دولار! وليس لديهم مميزات كثيرة كالتي عندنا وهي تتخارج من نظام شيوعي وليس اشتراكي ومساحتهم ثلث مساحة مصر وسكانهم أكثر منا قليلا!

فما الذي جرى؟ ما المسموح به هناك وليس مسموح به هنا؟ ما السبب في تدفق الأموال إلى هناك وتباطؤها هنا؟

الأسئلة كثيرة.. وهي ليست طبعا تشاؤمية بل واقعية وضرورية حتى نعرف ونفكر جميعا إلى أين نحن ذاهبون.. وكيف سنتعامل مع كل الاحتمالات مستقبلا!

في مصر وطنيون يحكمون البلاد نثق في نياتهم لكن هذه الصفات فيهم تجعل محاولات إفشالهم ووضع العراقيل أمامهم أكثر وأكثر وليس العكس.. لأن أعداء مصر لا يفضلون أن يحكم مصر من يسعى لنهضتها وتقدمها!

اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية