رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا قدمت؟!


غادرنا رمضان وفي أذهان المواطنين أسئلة لا إجابة لها حتى الآن.. فماذا أرادت دراما رمضان هذا العام أو حتى في الأعوام السابقة؟.. ماذا قدمت من قيم وأفكار؟.. وماذا صنعت بعقول المصريين ووجدانهم؟.. ربما عبرت بعض البرامج سريعًا بقضايا الإرهاب والتطرف والفساد.. لكن أغلبها للأسف سقط في بئر الألفاظ النابية والحوارات البذيئة ومجافاة الآداب العامة..


المسلسلات أغلبها أو معظمها حاد عن الخط التاريخي الهادف والديني البناء مثلما كنا نشاهد في أعمال الزمن الجميل.. أين الصورة الإيجابية للمرأة التي صارت ذات وزن في الانتخابات والمشاركة العامة والمناصب المرموقة؟.. أين أم الشهيد وأسرته وقصص بطولاته في تلك الأعمال؟.. هل سقطت هذه الملامح الإنسانية سهوًا أم جرى تغييبها عمدًا مع سبق الإصرار والترصد لإلهاء المجتمع بتفاهات الأمور وسفاسفها..

لماذا تصر المسلسلات على إغفال كل ما من شأنه تنمية الشعور بالانتماء للوطن وإبراز النماذج الإيجابية؟.. وتقدم في المقابل صورة سلبية مشوهة للمرأة وللصعيد الذي تصر على أن تلصق به عادات مذمومة مثل الأخذ بالثأر أو المتاجرة بالآثار.. وتنسى أن تشيد بما يقوم عليه من ترابط أسري وكرم ضيافة وشهامة ورجولة وغيرها من جميل الصفات.

لا أجد في وصف الدراما أفضل مما قاله المخرج محمد فاضل رئيس لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام حين وصف ما يعرض على الشاشات المصرية بالمؤامرة على الوطن في إطار ما يعرف بحروب الجيل الرابع والخامس ومحاربة العقول المصرية لتفكيك الدولة.. فماذا نسمي تلك الأعمال حين تغفل التركيز على التنمية الاقتصادية ومكافحة الفكر الإرهابي أو تشجيع العلم والبحث العلمي وتسليط الضوء على دوره في بناء المجتمعات والارتقاء بها.
الجريدة الرسمية