رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد عمر هاشم يكتب: في ذكرى الثائر الحق

فيتو

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد للامة أمر دينها"، ولقد من الله تعالى على عباده بأن جعل العلماء ورثة الأنبياء وقال تعالى تكريما للعلماء "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"، والشيخ الشعراوى كما أطلق عليه إمام الدعاة واحد من هؤلاء العلماء الذين ملأوا الدنيا علما ونورا وعطاء.


ففى يونيو عام 1998 لقي الشيخ محمد متولى الشعراوى ربه راضيا مرضيا جزاء ما قدم للأمة الإسلامية وما ترك من علم ينتفع به جميع المسلمين في كل مكان، وقد كتب الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر مقالا في جريدة الأهرام في 18 يونيو عام 2012 يحيى ذكراه ويقول:

الشيخ محمد متولى الشعراوى من العلماء الذين تصدق عليهم مقولة (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ) وفى هذا إشارة إلى أن المسلم إذا أراد فلاحا وصلاحا في الدنيا والآخرة فعليه أن يكون صادقا في كل أقواله وأفعاله، ولقد ضرب الشعراوى ــ رحمه الله ـــ مثلا ونموذجا رائعا يجب أن يتأسى به الدعاة والعلماء من بعده، حيث اهتم بأمر المسلمين أعمالا بقول النبى صلى الله عليه وسلم (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ).

ولم يكن بمعزل عن الناس في أقواله وأفعاله بل شاركهم أفراحهم وأحزانهم، كما سجلت خواطره حول تفسيره لكتاب الله تعالى منهجا وطريقا لمعالجة كثير من المشكلات الحياتية.

فمثلا حين تعرض حديثه لثورات الشعوب فأكد أحقية الشعوب في القيام بالثورة ضد الظلم والفساد موضحا في الوقت نفسه طريق الخروج من الأزمة في فترة ما بعد الثورة وفى هذا قال رحمه الله "الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد".

أن الشيخ الشعراوى بحق أمام الدعاة فقد كان من الأئمة القلائل الذين يظهرون في سماء التاريخ على فترات متباعدة، وشاء الله تعالى له في هذه الفترة التي عاشها أن يؤثر تأثيرا بليغا في الحياة الإسلامية بسبب ما وهبه الله من منحة ربانية لأنه أحب كتاب الله تعالى فأفضى إليه بأسراره وأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض عليه من أنواره، وهذا واضح من تفسيره وتحليله واستخراج الكنوز التي لم يقترب منها أحد قبله.
Advertisements
الجريدة الرسمية