رئيس التحرير
عصام كامل

جوائز الدولة.. وعلامات تثير الريبة


كالعادة تثير جوائز الدولة بكل فروعها جدلاً كل عام، الغريب أن يتكرر الجدل وليست هناك أي محاولة لوضع معايير تحجم الجدل، الذي يدهشني أن المؤسسة أصبحت تتعامل مع هذا الأمر وكأنه شيء عادي، ولا داعي لإعطائه اهتمامًا، و«كلها يومين» ويهدأ الضجيج وانتهى الأمر.


في تقديري أن تعامل المؤسسة بهذا الشكل يعد ضيقًا للأفق، وفي هذا المكان في السنوات الماضية نبهنا إلى هذا، نبهنا بضرورة عمل تقييم علني لكل عام والاستماع للملاحظات التي تنتقد وبل طالبت أن تُكوِّن هذه اللجنة من خارج المؤسسة وتضم أصحاب الآراء المختلفة... ولا حياة لمن تنادي.

هذا العام هناك الكثير من الملاحظات لم ينتبه أحد من المؤسسة -الدولة- أو حتى الذين كتبوا منتقدين اختيارات هذا العام، على المثال أن المتنافسين على العلوم الاجتماعية اثنان أعمارهما تعدت التسعين، وهذا أمر يثير التساؤل.. أين الأجيال الجديدة، الذي تخطى التسعين من عمره أي من جيل الأربعينيات في تقديري، وأحدهما لأول مرة يكرم في تاريخه من الدولة، د.مراد وهبة، هناك الفنان جورج البهجوري، رسام الكاريكاتير العالمي لم يحصل على الجائزة، ويؤكد هو أن الدولة لم تكرمه مطلقًا على الرغم من عمره الفني الذي تجاوز الستين عامًا، في حين تكرم شابًا له لم يقدم سوى ثلاثة أعمال في عالم الرواية.

هناك ملاحظة في غاية الأهمية وهي جوائز الدولة التشجيعية لم يتحدث عنها أحد أو لم يهتم بها الاهتمام الذي تستحقه، للأسف تم حجب خمس عشرة جائزة وهو رقم ضخم ومثير للقلق، ويجب التوقف عنده، هل الحجب بسبب ضعف المستوى، هل لم يتم تقديم العدد المناسب فبدلاً من القول إن عدد المتقدمين قليلاً، لا بد هنا من دراسة الحالة المثيرة للقلق على المستقبل.

مثال في العلوم الاقتصادية والقانونية، تم حجب سنة جوائز من ثمانية أي ٧٥٪ من مجموع الجوائز المقررة، شيء مرعب، وفي العلوم الاجتماعية تم حجب أربع جوائز من ثماني جوائز مقررة أي ٥٠٪ من الجوائز المقررة، وفي الآداب تم حجب أربع جوائز من مجموع ثماني جوائز أي ٥٠٪ أيضًا.

أليس هذا يحتاج إلى دراسة وتحقيق عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع، ربما يكون لعدم الثقة في الاختيار من جانب اللجنة، هناك معلومة ربما لا يعرفها البعض أن الجائزة التشجيعية هي الجائزة الوحيدة التي يتقدم بها صاحبها بنفسه بعكس الجوائز الأخرى التي لا بد أن يتم ترشيحها من الجهات المحددة مثل الجامعات والمراكز البحثية والثقافية... إلخ، فهل يمكن أن نهتم بهذه المشكلة أم سنتركها ونهملها وكأن الأمر لا يعنينا في شيء.

من العام القادم أصبح شرطًا ألا يتقدم للتشجيعية من يتجاوز الأربعين، وكان يثار جدل حول من يحصل عليها وفى سن الستين، أذكر أنني عاتبت الفنان د.سيف الإسلام صقر على قبوله الجائزة وهو في الستين على الرغم من أنه فنان وأكاديمي من ٣٥ سنة، قال بحسرة: لا أحد يرشحني لأي جوائز والتشجيعية هي الوحيدة التي ممكن أن أتقدم لها.. وتقدمت وفزت.

لا تعليق.

هل من أمل لدراسة المعايير والأسباب التي أوصلتنا للحالة التي نحن عليها.

الجريدة الرسمية