رئيس التحرير
عصام كامل

العيد ومفاهيم مرتبطة بالجزاء بعد العمل


كل عام وأنتم بكل خير.. كل عام ومصرنا الغالية أجمل وطن بكم وبأعمالكم وبإصراركم على تحقيق ذلك، وكفى ما فات من تردي.

كل عام نحصد فيه ثمرات أعمالنا هذه هي الفرحة الحقيقية بكل يوم نصنعه عيدا بأنفسنا، لا شك أن العيد جائزة بعد تعب وكد وتحمل.. بعد شهر من تحمل الجوع والعطش في ظروف صعبة من درجات الحرارة.. لعل ذلك دافعا قويا لتحمل أي ظروف تجعلنا أكثر حكمة وتصقل لنا مهاراتنا يوما بعد يوم.


رحمة من الله بعد طول عناء.. هكذا الدنيا هي تتقلب بِنَا ما بين الرخاء والصعب ولا نشعر بقيمة الرخاء إلا بعد تحمل الصعاب، وعلى قدر تحملنا بالرضا عن قبول التحديات على قدر شعورنا حينئذ بالإنجاز والنجاح.

حياتنا ليست كلها رخاء بل هناك الكثير من المطالب لكي ننجز الكثير على ملف نهضة المواطن الذي تخلق نهضة الدولة وأن وعي المواطن الذي نركز دوما عليه هو أساس كل اهتمام وحجر الزاوية وهو الذي يصنع الحضارات.

الجزاء لا بد أن يكون بعد تعب وأن المعاناة التي نعيشها والصعوبات هي من تخلق جيلا قادرا على أن يصنع دولة حقيقية ذات مستوى معيشة مرتفع، إذن علينا بالعمل ولا شيء إلا العمل وسنظل ننادي بالعمل طالما ظل المواطن لم يصل إلى الكفاءة الكاملة لاستخدام قدراته ويتحول لمنتج، حيث نجد البعض ما زالوا يعيشون في إطار استهلاكي ويدورون في دوامة لا يدرون أين هم من قطار العمل.

على مواردنا البشرية المساهمة في القيمة المضافة للمجتمع بالقدر الذي يساوي على الأقل مقدار استهلاكهم وإن كنّا نعيش في زمان المقايضة قبل اختراع النقود كنّا سنعرف جيدا هذا المعنى.

إذ لم يتمكن أحد حينها من العيش طالما لم يجد ما يمكنه تقديمه للمبادلة مع الآخرين لتتكامل حلقات الإنتاج لإشباع حاجات المجتمع ككل، سيكون هناك عيد حينما نجد نتائج العمل بعد المعاناة وتخطي الصعوبات.. سيكون عيدا لمصر ننعم فيه برؤية الماكينات تدور والعمالة في المزارع والمصانع بلا توقف.. سيكون عيدا حقيقيا حين ترجع مصر لمصاف الدول المتقدمة خلقا وعلما وإنتاجية لتخلق مستقبلا أفضل.
الجريدة الرسمية