رئيس التحرير
عصام كامل

في مصر وحدها !


يشتكي المصريون من ارتفاع أسعار كحك العيد، إنما منهم -ورغم ذلك- من يشتري لحارس العقار الذي يسكن فيه، ومنهم من اشتري لأخوته قبل أن يعول لكنه لا يقطع العادة أبدا ويظل عليها رغم الأعباء التي أضيفت، لا يشكو ولا يتأفف!


يشتكون من الصيام مع العمل، وأن ساعات النوم كانت قليلة طوال الشهر الكريم إلا انك تجدهم أفواجا إلى صلاة العيد يحيون الشعيرة المهمة!

وقبل الأعياد بفترة طويلة تتابع الأخبار عن ترتيبات الأوقاف لساحات صلاة العيد التي تكون بعيدا عن المساجد المعروفة، وبينما ترتب الأوقاف تجهيز المكان وتعيين خطيب كل ساحة ووقت الخطبة فإن الداخلية تتكفل بتأمين المكان والوصول إليه والدخول له والانصراف منه.. كلها كلها إحياء لسنة الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام الذي أراد صلوات العيد أكثر بهجة من كل الصلوات، لتدخل الفرحة والسعادة إلى الجميع خصوصا الأطفال، وهم بين يدي ذويهم وحشود المصلين تتوافد أمامهم من كل مكان!

وفي كل بيت قبل أيام من العيد ستجد الحوار الدائر عن قيمة الزكاة ولمن نعطيها، هل هي الأسرة الفلانية أم الحاجة فلانة، أم عم فلان الذي يحرس البنك أو المدرسة التي بالشارع، أو أولاد فلان وهم أيتام أولى بالزكاة، وفي الأخير يقسم الله نصيب المحتاجين على أموال كل أسرة دون أن يدروا !

هنا يتعطل الناس قرب المغرب في رمضان من كثرة الراغبين في تقديم العصائر والتمر في الطرق..

كثير من هذه المظاهر في دول أخرى لكنها كلها.. مجتمعة وبغير تعصب.. تجدها في مصر وحدها.. وكثيرة هي الجوانب الطيبة الخيرة التي تقول هنا يبقي الخير موجودا.. نحتاج أن نراه.. ونحتاج أن نرعاه وندعمه طوال العام لا أن نسخر من فاعليه وننقل لهم إحباط لا يستحقونه!

كل عام ومصرنا وشعبنا وكل بلادنا العربية وأهلها بكل خير..
الجريدة الرسمية