رئيس التحرير
عصام كامل

من الأردن إلى كوريا إلى ترامب.. وقائع ما يحدث!


في مقال سابق عن الأزمة بالأردن قلنا إن ثمة تحركا عربيا لإنقاذ الأردن وقلنا بالحرف أن من بين أسبابه هو "أن الكويت لعبت دورا في انعقاد الاجتماع وربما لعبت دورا إلا أن الانعقاد يتم لقطع الطريق عن "أطراف" أخرى تسعى للتدخل على خط الأزمة وإنقاذ الأردن حتى لو ظل ذلك سرا!".


وبالأمس تحقق فعلا ذلك، حيث ذهب وزير الخارجية القطري إلى الأردن وقدم حزمة مساعدات اقتصادية عبارة عن استثمارات بقيمة 500 مليون دولار وتوفير 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين في قطر ليستمر النزاع الخليجي خارج حدود الخليج، وبالتالي لا نلمح أي اعتراض أو امتعاض أمريكي لدعم الأردن، وهذا لا يعني أي قبول بما يسمى صفقة القرن لكن له حديث آخر إن شاء الله!

بالطبع الاتصالات بدأت قبل أمس، إنما الزيارة تأخرت حتى عودة الملك عبد الله من زيارة الكويت والبحرين وربما تعمد الملك عبد الله ذلك ليصنع مسافة زمنية بين مساعدات دول الخليج الأربع بقيادة السعودية ومساعدات الأمس!

في الولايات المتحدة الأمريكية أكد ترامب أنه لم يناقش مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أي مسألة سحب القوات الامريكية من كوريا الجنوبية وهذا ليس السؤال إنما السؤال لماذا لم يناقش ذلك؟ هذا المطلب سيكون الرد المنطقي على طلب أمريكا من كوريا الشمالية نزع السلاح النووي فهل طلب ترامب ذلك اصلا؟ انتقادات واسعة ضد ترامب داخل الولايات المتحدة ويتهمونه بمنح الشرعية للرئيس الكوري الذي عامله بندية كاملة وأن اللقاء انتهى بوثيقة ليس فيها إلا نصوص عامة عن استمرار المباحثات والتعامل بحسن نيه وتحسين العلاقات.. والبحث عن رفات الجنود الأمريكان ضحايا حرب فيتنام!!

في مقالنا السابق عن اللقاء بعنوان "كوريا الشمالية وخطة جحا في مواجهة ترامب" قلنا إن ذلك سيحدث وسينتهي الأمر إلى مفاوضات حول كل شيء قد يستغرق سنوات ولكن ليس هذا المهم.. المهم هو كذب رئيس أكبر دولة في العالم وايحائه أنه حقق نصرا كبيرا، بينما لأول مرة تكون عناوين قمة الدول السبعة الصناعية هي "6 + 1" بعد أن قسمها ترامب الذي يدخل أيضا معركة تجارية مع الصين..

ولذلك تسير أمريكا على يديه إلى انهيارها الكبير ويسير العالم بخطى أسرع إلى نظام متعدد الأقطاب أو على الأقل يسمح التراجع الأمريكي إلى العودة إلى نظام القطبين مع صعود اقتصادي كبير ومؤثر لدول وتجمعات اقتصادية أخرى ستغير تاريخ العالم!
الجريدة الرسمية