رئيس التحرير
عصام كامل

«هل يكون كيم هو صدام جديد» ماذا ينتظر كوريا بعد التعاون مع ترامب؟

ترامب وكيم
ترامب وكيم

عقدت كوريا الشمالية اتفاقا جديدا مساء الثلاثاء الماضي مع الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة منذ عقود طويلة يرسم بداية جديدة للعلاقات بين البلدين تتضمن تخلي كوريا عن ترسانتها النووية وفتح صفحة جديدة للسلام مع أمريكا.


لعبة قديمة

أثيرت تساؤلات على الساحة الدولية حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تنوي أن تتبع مع كوريا الشمالية نفس قواعد اللعبة القديمة التي استخدمتها في العراق قبل سنوات حيث حاول الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اقناع الزعيم العراقي صدام حسين بالسماح لمفتشي الأسلحة الدوليين الوصول للمواقع الحساسة داخل الدولة وتفتيشها.

وبعد موافقة صدام حسين ثم تراجعه عن قراره انهار الاتفاق بين الطرفين وانتهى الأمر بقصف أمريكي بريطاني للعراق عام 1998 وهي ما عرفت بعملية "ثعلب الصحراء".

تفتيش نووي
وعندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون أنهيا أزمة نووية باتفاق على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، عاد للاذهان موقف أمين الأمم المتحدة السابق نحو العراق، مع الفارق أن كوريا الشمالية تملك فعليا أسلحة الدمار الشامل.

وقع صدام وثيقة قبل سنوات ألزمته بالسماح للمفتشين بالوصول غير المحدود إلى ما يسمى بالمواقع الرئاسية والتي اتضح أنها تغطي آلاف الأميال المربعة برفقة دبلوماسيين، صدام فقد صبره وطالب المفتشين بمنحه وصفة صحية نظيفة ثم تراجع مجلس الأمن عن العقوبات التي فرضت عليه فتوقف عن التعاون مما أدى إلى أزمة أخرى، ثم إلى عملية ثعلب الصحراء.

امتثال العراق
وقارنت صحيفة فورين بوليسي الأمريكية بموقفي العراق وكوريا الشمالية وأكدت أن صدام حسين كان بالفعل قد أفرغ مخازنه النووية كما كان بحاجة إلى رفع العقوبات عن العراق وهو ما دفعه لقبول التفتيش، ولكن من جانب كوريا الشمالية فهي ليس لديها برنامج نووي واسع فحسب ولكنها لا تمتلك أي سبب للخوف كما أن زعيمها اعتاد ممارسة السيطرة الكاملة بشكل مستمر على أراضيه.
الجريدة الرسمية