رئيس التحرير
عصام كامل

تعلم عصري.. لماذا وكيف؟!


ما أحوجنا إلى تعليم عصري متطور يعيد صياغة الإنسان المصري وبناء منظومة تفكيره وقيمه وروحه وأولوياته وانتمائه الحق وإدراكه لحقيقة ما يجري حوله؛ تعليم يشحذ زناد العقل المصري ويبعثه من مرقده لينهل من فيض المعرفة ونور العلم وينقذ المجتمع من وهدة التخلف والسلبية والتواكل والإسراف وحمى الاستهلاك النهم ومن رواسب الجهالة والخرافة.. ما أحوجنا لجامعات منتجة في ساحة الابتكارات والإبداع العقلي ترسم للعقل المصري دوره الحضاري وتمكنه من امتلاك ناصية العلم وإنتاج المعرفة والفكر ليعود كما كان منذ فجر التاريخ قائدًا وملهمًا.


ما يدعو للأمل أن الرئيس أعلن صراحة أنه لن يترك ملف التعليم للهواة وأصحاب الغرض والمصالح؛ فقد انتهت صلاحية منظومة التعليم الحالية بشهادة وزير التعليم ومهما نحاول إصلاحها بتطبيق نظم جديدة للامتحانات وتطوير المناهج وتدريب المعلمين فلن يتجاوز مستوى التحسن 20% ومن ثم فلا مفر من نسف حمامنا القديم وإنشاء نظام تعليمي جديد يبدأ بالحضانة، مرورًا بالمراحل العمرية المختلفة، وصولًا للدراسات العليا التي ران عليها كثير من الآفات والعلل فانفصلت الأبحاث والأفكار ونتاج الباحثين عن واقعنا وما زادت إلا أرفف المكتبات وعناوين الرسائل الجامعية.

مصر في حاجة ماسّةٍ إلى كوادر بشرية مبدعة في المجالات كافة؛ ذلك أن مواردها البشرية متوفرة بكثرة لكنها كثرة غير مستثمرة، وإعادة استثمار تلك الطاقات هو المشروع الكبير الذي سيبدأ تنفيذه من العام الدراسي الجديد مع التغيير الجذري لنظام التعليم الذي نرجو أن يجري تنفيذه على النحو الذي يساعد في وضع مصر على الطريق الصحيح فليس لدينا خيار آخر ولا نملك ترف الانتظار أو التأجيل.
الجريدة الرسمية