رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كبيرهم الذي علمهم «اللف».. «بيومي» حكاية أول من أدخل «الكنافة» مصر (فيديو)

فيتو

قبل مائة وخمسين عاما كان الحاج بيومي الكنفاني يقضي وقته في أعمال التجارة بالدقيق، ما بين مصر وبلاد الشام، وفي إحدى سفرياته لفت انتباهه رجل نحيل يلتوي بيده فوق فرن بلدي، وبخفة يده يصنع خيوطا دائرية بيضاء على صاج الفرن، تسمى «الكنافة»، حينها قرر البقاء في الشام خمس سنوات، ينهل من فيض صناعها حتى أتقن صناعتها، وقرر العودة إلى مصر؛ ليستقر به الحال في أحد المحال بمنطقة عابدين.


وأصبح محل الحاج بيومي في عابدين، أول مكان لصناعة الكنافة والقطايف في مصر، وقال عرفة الكنفاني الحفيد الخامس لبيومي الكنفاني: «جدي الكبير كان شغال في التجارة عادي، ولما راح الشام لفت انتباهه صناعة الكنافة، فتعلمها، وجاء فتح محل هنا، وإحنا اتعلمنا الصنعة وتوارثناها أبا عن جد».

ويتميز شهر رمضان بالحلوى، وبرزت الكنافة منذ القدم كوجبة أساسية في الشهر المعظم، وجعلها المصريون أحد الطقوس التي لا يخلو منها منزل عند قدومه، ولا تزال الكنافة والقطايف من ‏الأكلات المحببة لكثير من الشرقيين.

وفرضت الكنافة سيطرتها على ‏الشعراء، فجاء شعرهم لها وصفًا وإعجابًا بها، ومما يدل على الأثر العظيم الذي أحدثته الكنافة في نفوس المجتمع المصري، ‏أن شيخ الإسلام جلال الدين السيوطي قام بجمع ما قيل في الكنافة في رسالة ‏سماها "منهل اللطائف في الكنافة والقطايف".

واختلفت الروايات حول تاريخ الكنافة وصناعتها فتارة تنسب إلى معاوية ابن أبي سفيان وأخرى إلى المعز لدين الله الفاطمي، ولكن أساتذة التاريخ الإسلامي ذهبوا إلى أنها ترجع إلى الحكم الفاطمي الذي امتد من مصر إلى المغرب وبلاد الشام، وقد كان للمصريين السبق في صناعتها قبل أهل بلاد الشام.

وذلك عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان وقتها شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار، يتسارعون في تقديم الهدايا له، ومن بين ما قدموه الكنافة، على أنها مظهر من مظاهر التكريم، ثم إنها انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجَّار، واختفت في حقب زمنية عن مصر ليعيدها بيومي الكنفاني في منتصف القرن التاسع عشر تقريبا.

أما عن صناعة الكنافة، فقد مرت بعدة مراحل؛ بداية من صناعتها على الفحم والأحجار النحاسية، حتى وصلت إلى الماكينات الآلية، ويحكي عرفة الكنفاني عن تاريخها منذ أدخلها جده، أنها كانت تصنع على صاج من النحاس موضوعة فوق الأحجار، ويوقد تحتها الحطب والفحم ويوضع العجين في "الجوزة"، وهي آلة أشبه بالكوز، ويصب منه فوق الصاج، إلا أن الإنتاج وقتها ضئيل لا يكفي الزبائن.. بعدها تطور الأمر ظهر مكنة نصف آلي أشبه بالبرميل، توضع فوقها الكنافة، وعندما تستوي تسقط على الأرض، ثم بعدها ظهرت المكنة الآلي الموجودة حاليا في جميع أماكن تصنيع الكنافة، لم يختلف الأمر كثيرا في القطايف، إذ يعد الكنفاني أيضا أول من أعاد تصنيعها في مصر، وتطورت صناعتها من الأحجار الدائرية إلى الماكينات الآلية.

أما عن تجهيز الكنافة فحين أدخلها الكنفاني إلى مصر كانت مقتصرة على وضعها في أدوات تحضيرها سادة بدون أي حشو، وطهيها، وكانت أكثر سمكا من الوضع الحالي، وكان الناس يذهبون إلى صانع الكنافة ليعدها لهم، إلا أنها تطورت طريقة تكوين العجين والأدوات المستخدمة.
Advertisements
الجريدة الرسمية