رئيس التحرير
عصام كامل

محمد غنيم يكتب: رمضان صبحي والرضا المذموم

رمضان صبحي
رمضان صبحي

العظماء في شتى المجالات إذا جلست معهم ستجدهم لا يشعرون بأنهم عظماء، يستصغرون ما صنعوا من أعمال عظيمة نالت إعجاب غيرهم من البشر، بينما هم يبحثون دوما عن مزيد من الإنجازات.


الناجحون لا يشبعون ولا يكتفون عند مرحلة ما، ففي نظري إذا وصل إنسان إلى تحقيق شيء عظيم، وهذا بالطبع يعد نجاحا، إلا أن التوقف عند هذا الشيء والعجز عن الوصول إلى شيء أعظم أجده فشلا وتقصيرا.

رمضان صبحي اللاعب الشاب، صعد بسرعة الصاروخ بين جدران النادي الأهلي، واستطاع في مواسمه الأولى مع الفريق أن يحقق لقب الدوري المصري، في ظل فترة انتقالية شهدت اعتزال كبار نجوم القلعة الحمراء، وظهر اللاعب الصغير برفقة كريم بامبو وعمرو جمال، وتريزيجيه كنجوم الصف الأول في وقت غاب فيه النجوم عن الأهلي.

ورغم اعتراض الكثيرين على حركته الشهيرة بالوقوف على الكرة أمام الزمالك مرتين، إلا أنها كانت سببا كبيرا في إعطاء اللاعب شهرة واسعة في وقت قليل، وأصبحت "وقفة رمضان" حديث الجميع حتى غير المهتمين بكرة القدم.

سنوات قليلة وكان اللاعب على موعد مع الاحتراف فى الدوري الإنجليزي، عبر صفوف نادي إستوك سيتي، مقابل 6 ملايين يورو أي ما يعادل 60 مليون جنيه مصري، وراتب أسبوعي يصل إلى 560 ألف جنيه مصري، في صفقة احتراف للاعب مصري هي الأغلى في تاريخ الكرة المصرية.

أضف إلى ذلك حصول اللاعب الصغير على فرصة كلاعب أساسي في صفوف المنتخب المصري الأول، وهو لم يتجاوز الـ17 عاما من عمره، ويسهم في صعود المنتخب إلى بطولة الأمم الأفريقية بعد غياب ثلاث مرات متتالية، بهدف حاسم أحرزه في مرمى المنتخب النيجيري.

وبعد أن وصل رمضان صبحي لهذه المرحلة، رأينا استسلاما غريبا على اللاعب فلم يعد لديه مزيد من الطموح، يلعب بلا روح وبلا شكل مميز، أصبح المدربون يستغلون قدراته البدنية في خدمة النواحي الدفاعية، أما اللاعب فأصبح يفتقد الإصرار كي يحقق المزيد من النجاحات، وصل إلى مرحلة من الاكتفاء والرضا بما حققه وعمره 21 عاما، كأفضل لاعب في تاريخ مصر يصل إلى ما وصل إليه رمضان صبحي في هذه السن.

من يتابع طريقة لعب رمضان صبحي سواء مع ناديه الإنجليزي الذي هبط لدوري الدرجة الأولى في إنجلترا، أو مع المنتخب منذ بطولة الأمم الأفريقية 2017، أو خلال مشوار التصفيات واللقاءات الودية، يجد أن رمضان يلعب بلا دوافع لصناعة الأهداف أو إحرازها أو إبهار المشجعين بمهاراته، وهو لاعب يمتلك من المهارات والإمكانات ما يتفوق به على غيره من اللاعبين، ولكنهم تفوقوا عليه بالإصرار والطموح، والصراع لتحقيق أهدافهم، بينما يقف رمضان صبحي مكانه لا يتقدم خطوة إلى الأفضل بل يتراجع خطوات إلى الوراء.

أما عن أسوأ القرارات التي اتخذها رمضان صبحي فهي مسارعته بترك معسكر المنتخب وسفره إلى إنجلترا لإجراء الكشف الطبي فور تلقيه عرضا من نادي هدرسفيلد تاون، ولم يؤجل اللاعب هذه الخطوة إلى بعد انتهاء المنتخب من مشاركته في كأس العالم، وهذا إن دل فإنما يعطينا تصورا عن طبيعة الرضا لدى رمضان صبحي، فكل ما يشغله هو أن يبقى بالدوري الإنجليزي الممتاز، لم يضع لنفسه هدفا من خلال الظهور بمستوى عال بكأس العالم ليتلقى عروضا أفضل من أندية أكبر، وبهذا أرى أن رمضان صبحي قد أغلق على نفسه باب التألق بكأس العالم فهو لا يريد إظهار نفسه كلاعب عظيم بين صفوف منتخب مصر، يطمع في تحقيق المزيد والمزيد دون شبع أو اكتفاء.
الجريدة الرسمية