رئيس التحرير
عصام كامل

نجوى حسين عبد العزيز تكتب: 9 و10 يونيو 67 ملحمة صمود وحب المصريين لوطنهم ولعبد الناصر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ما أن أتم جمال عبد الناصر خطاب التنحي يوم 9 يونيو حتى خرجت الجماهير غاضبة ورافضة، تطالبه بالبقاء ليلتها، وفي صبيحة اليوم التالي، كان الملايين في الطرقات يعلنون تمسكهم بناصر والهتافات تدوي: «لا رئيس غيرك ولا زعيم سواك»، وغنت أم كلثوم رائعتها؛ ابْقَ فَأَنْتَ السد الواقي لمنى الشعب.

ابق فأنت الأمل الباقي لغد الشعب
قم للشعب وبدد يأسه
واذكر غده واطرح أمسه
قم وادفعنا بعد النكسة
وارفع هامة هذا الشعب
ابق فأنت حبيب الشعب

خرجت الجماهير رافضة الهزيمة مجددة العهد للقائد على استكمال المسيرة، وعلى الصمود وعلى الثقة في ناصر.

وقد شكك من شكك في عفوية وتلقائية خروج المصريين في ملحمة حب باهرة للقائد إبان النكسة، وإن كان الرد الحاسم جاء على هؤلاء المشككين في جنازة الزعيم التي خرج فيها الملايين باكين ملتاعة تودع قائدها وحبيبها وفارسها مع علمها بفطرتها المصرية العظيمة أنه كان يعد العدة للعبور في سرية وقوة وجسارة وإقدام، فالحرب على العدو بدأت مباشرة بعد النكسة الأليمة في عبقرية وصمود المقاتل المصري من أصغر جندي إلى أعلى رتبة في جيش مصر العظيم.

وأدت قواتنا المسلحة الجسورة الكثير من العمليات الفدائية العظيمة، وبكل فداء وتضحية كانت تؤرق ليل وأيام المحتل الغاصب لنصر زين له وخطفه في خسة، والحقيقة إنه لم يواجه الجندي المصري الشجاع المقاتل الجسور صاحب عقيدة «الله الوطن الجيش» فكان تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967، وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و1968.

وكان الشعب عظيما كالعهد به دوما في الملمات، رفع الشعب المبتلى بهزيمة أوجعته وضربته في أحلامه وغده وإنجازات الثورة في مقتل فكانت شعارات المرحلة يد تبني ويد تحمل السلاح؛ وأيضا العناية بحماية المكتسبات الاجتماعية، كما دشنت نكسة يونيو وأبرزت أهمية العمل العربي المشترك فدقت بقوة على باب العروبة والقومية العربية فخرجت متألقة في أبهى حللها في معركة العبور العظيم في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر1973.

وكان قبول ناصر مبادرة روجرز مناورة سياسية بوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف لاستكمال حائط الصواريخ؛ تمهيدا للعبور في الخطة التي وضعها الشهيد عبد المنعم رياض الذي كان وشيكا وهي أكبر إنجازاته على الإطلاق: تصميمه للخطة (200) الحربية التي كانت الأصل في الخطة (جرانيت) التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر تحت مسمى (بدر).

واستشهد القائد عبد المنعم رياض بين جنوده في التاسع من مارس 1969، ويبقى التاسع والعاشر من يونيو ملحمتين رائعتين للوطنية وإعلانا على الصمود والمقاومة والإصرار على الحرب والنصر.

رحمة الله على الخالد جمال عبد الناصر
وتحيا مصر حرة أبية
وكل التحايا للقوات المسلحة المصرية
والمجد والفخار للشهداء الأبرار
الجريدة الرسمية