رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«آبي أحمد» بالقاهرة وأسباب التفاؤل بزيارته


ليس في زيارة عابرة ولا طارئة ولا بوفد محدود، "آبي أحمد" في القاهرة ضمن جولة خارجية تشمل أوغندة ومصر عنوانها "التعاون بين دول المنطقة"، الوفد الأثيوبي كبير بما يوحي بالجدية في تنفيذ تعهدات "آبي أحمد" بتطوير العلاقات مع مصر.


ولأنه من المفيد أن يعرف المصريين أن "آبي أحمد" يجري تغييرات شاملة في بنية النظام الإثيوبي منذ توليه المسئولية نيابةً عن الجبهة الثورية للشعوب الإثيوبية، والاطلاع عليها وفهمها ضروريًّا لفهم عقلية الرجل ومنها إلى التنبؤ بقراراته أو توقعها، فبعد أيام من إقالة خمسة من كبار المسئولين من بينهم رئيس أركان الجيش الفريق "سامورا يونس" ورئيس المخابرات والأمن "جيتاتشو أسف" بعد أن قضيا أكثر من العشرين عامًا في منصبيهما.

وقبل أن يستوعب الإثيوبيون ذلك قرر أول أمس إقالة عدد آخر يكفي أن نعرف مواقعهم لفهم أبعاد التغيير.. فقد أُقيل مثلاً سفير إثيوبيا بالولايات المتحدة، وأيضًا المستشار الخاص للحكومة الإثيوبية لشئون الأمن "دولا جامدا" وبينما ذلك يجري يعلم "آبي أحمد" عن قرار تاريخي يخص الخلاف - الصراع - مع إرتيريا وإنهاء ما سُمِّي بـ "حالة اللا حرب واللا سلم" وقبلها يعلن إلغاء حالة الطوارئ في البلاد.

الإجراءات السابقة ليست الأخيرة بل يعلن أنه سيستمر في التغيير وتمكين أجيال جديدة من إدارة البلاد، وهذا يعني أن رئيس الوزراء الإثيوبي يمتلك أولاً القدرة على المبادرة أو ما يمكن تسميته بالهيمنة الكاملة على الجبهة الحاكمة والأوضاع في إثيوبيا، ويمتلك ثانيًا رؤية جديدة وشاملة لمستقبل إثيوبيا داخليًّا وخارجيًّا؛ ولذلك ففكرة إنهاء النزاع - الصراع - مع إرتريا لحساب التفرغ لإدارة ملف سد النهضة مستبعدة الآن.

لأنه لا يمكن استبعاد تعديلات كبيرة جدًّا أجراها في قوانين الاستثمار، وكذلك عرض عدد من الشركات العامة للخصخصة، وهو ما يعني رغبته في إعادة بناء إثيوبيا، وهو ما يعني أيضًا السعي للاستقرار والتنمية وليس للنزاعات والمشكلات.

أهلاً بآبي أحمد ضيفًا عزيزًا، هذا مؤكد، والمؤكد أيضًا أن مصر تدير ملف النهضة - وستديره - بما يضمن المصالح المصرية وفق أي سيناريو تفرضه الأحداث.
Advertisements
الجريدة الرسمية